بحضور عدد من أساتذة وطلبة كلية الآداب بجامعة تكريت أقام قسم الإعلام امس ندوته الأولى للعام الدراسي 2011-2012 ،والتي حملت عنوان ( واقع لغة الإعلام المعاصر) ، تحدث فيها الدكتور عدنان خالد أستاذ اللغة العربية في قسم الإعلام عن اللغة الإعلامية المعاصرة وخصائصها إضافة إلى أبرز سلبياتها وتناول خلال الندوة أيضاً الأخطاء الشائعة في وسائل الإعلام العربية .
دكتور عدنان خالد تحدث في بداية الندوة عن الهدف الأساس للغة قائلاً : (( ان الهدف الأساس من اللغة هو وسيلة اتصال ونقل المعلومات بأفضل الطرائق متبوعة بأفضل تعبير وتوصيل وتأثير ذلك عن طريق اللغة ، فاللغة تعد وسيلة الاتصال الأساسية الأولى ، واللغة الإعلامية هي التي تشيع على أوسع نطاق في محيط الجمهور العام وهي قاسم مشترك أعظم في كل فروع المعرفة والثقافة وغيرها )) ، وأضاف: (( يرى الباحثين ان وسائل الاعلام المختلفة المسموعة والمرئية والمقروءة كانت كلها شراً على اللغة العربية ، ويرى آخرون انها لم تكن شراً ، بل انها خدمت اللغة العربية في جوانب متعددة ، منها مسارعتها لاشتقاق الكلمات العربية للمصطلحات التي طرأت على حياتنا والتي تجد وسائل الإعلام نفسها في الواجهة المباشرة لا تملك الوقت للبحث والتنظير ، فتضطر الى الاجتهاد واتخاذ القرار ، لتقديم الكلمات المتكافئة ، مثل : قنابل مسيلة للدموع ، تجفيف منابع الإرهاب ، تدويل القضية وغيرها … )) .
وتحدث المحاضر خلال الندوة عن خصائص اللغة الإعلامية المعاصرة مؤكداً بأنها تتميز بالوضوح ، المعاصرة ، الملائمة ، الجاذبية ، الاختصار ، المرونة ، الاتساع إضافة الى القابلية للتطور وتحدث أيضاً عن أبرز الإساءات للعربية المعاصرة مشيراً بأنها تتبنى اللهجات العامية إضافة الى إنها تروج للأخطاء اللغوية، وأكد بأن خطر ذلك يكمن في سرعة انتشار وتأثير وسائل الإعلام في جميع طبقات المجتمع .
ولخص الدكتور عدنان أهم الأخطاء الشائعة في وسائل الإعلام بأربع أمور قائلاً : (( تأتي أخطاء النطق في مقدمة الأخطاء الشائعة ويمكن معالجة هذا النوع من الأخطاء بالرجوع الى للمعجم ، وهناك نوع آخر من ألاخطاء وهو الأخطاء في دلالة الألفاظ ، حيث ان لكل لفظ دلالاته الخاصة به )) . وأشار الى هناك أخطاء مرتبطة بحروف الجر ، فالدقة في استخدام تلك الحروف يؤثر في بناء الجملة ، وتحدث أيضاً عن وجود الكثير من الكلمات الدخيلة مثل كلمة ( ريبورتاج وتعني تقرير وكلمة كاريكاتير وتعني الرسم الساخر وكلمة راديو وتعني مذياع )) .
وخرجت الندوة بعدد من التوصيات أبرزها :
1. تشجيع مجاميع اللغة العربية في الإسهام بالبحوث العلمية في وسائل اعلامنا المحلية .
2. تعيين لغويين في المجامع اللغوية في وسائل اعلامنا المرئية للارتقاء بهذه الوسائل .
3. عمل مسابقات ورصد جوائز لأفضل بحث علمي في مجال وسائل الاعلام .
4. ضرورة تطوير مناهج اللغة العربية ولاسيما في كليات واقسام الاعلام .
5. إقامة مؤتمرات لمناهج اللغة العربية باستمرار لمواكبة التطورات في العلوم الاجتماعية ولا سيما الاعلام .
6. ضرورة التنسيق بين علماء اللغة والنفس والاعلام في بناء مناهج اعلامية نظرية وتطبيقية .
7. ضرورة التنسيق بين وسائل الإعلام العربية والإسلامية فيما بينها لتبادل الخبرات والتجارب .
8. ضرورة تدريب الإعلاميين في مجال اللغة العربية إذاعةً وإعداداً وتقديماً وكتابةَ .
9. تشجيع مراكز البحث العلمي ومراكز صنع القرار في العالم العربي لعمل خطط لمواجهة الازمات التي تعصف بالثقافة العربية .
10. لابد من ميثاق شرف مهني يتوافق عليه أهل اللغة والإعلام لضرورة الحفاظ على اللغة العربية .