فاتت سنه و الايام تمر وتمضى وتجرى وترمح وتلهث وتفوت
فهل من طبيعة الايام هذا الركض ام هو سيف الزمن البتار يشق عباءة الايام ؟
ثم ما هو الزمن؟ هل هو طفل ظهرت اسنانه ام رجل زحفت التجاعيد الى جبهته ام عجوز واراه التراب ؟
إن ابسط تعريف للزمن هو المسافه بين لحظة الميلاد ولحظة الموت
ولكن الزمن ليس شيئآ ملموسا أنه كالبرق والريح لا يمكن الامساك به أدخل احيانا محارة الياس واقول لنفسى كلنا كومبارس نتكلم فى مسرحية الزمن واقول ما جدوى الحياه وما جدوى الصراعات وما جدوى الالام والموت هو إنزال الستار على هذا العبث ؟
لكنى أفلت من قبضة هذا الاحساس وأعود الى جزيره الامل أطوف حولها بقاربى واكتشف أن لذه الحياه فى البحث عن الحقيقه ولكنها تبدو سرابا فكلما ظننت انى عثرت على ينبوعها
ثبت لى انها صحراء لانهايه لها ولكنى لا اكف عن المحاوله ومن يكف عن المحاوله يكفن نفسه بيديه فهل الامل اختراع اهداه الزمن للبشريه لتركب على جناحه وتحلق كالطير بجساره ؟
ومهما كان التحليق جسورا فسوف تاتى لحظه يحن فيها المحارب للراحه
وهل العدم من مفردات قانون الزمن نجمع المال ثم ننفقه , نصل للسلطه وننزل من فوق جوادها , نبنى أجسادنا وتقل المناعه يوما بعد يوم , نعيش اللذه ونحترق كالفراشات نحقق الاحلام حتى نسقط من الإعياء , ندخل سباقات محمومه وندفع الثمن الباهظ من طاقتنا , ننجح ثم من فرط الغرور نسقط فى شباك الفشل كل شئ متوهج من عدم وكما قال المتبنى
( تعب كلها الحياه ) مع ذلك هناك من هو راغب فى ازدياد
وعندما سالت عن الندم ماذا يعنى ؟ اجاب الكثير من لا يعرف الندم استقال ضميره من الحياه
وعندما سالت عن ماذا يفيد الندم ؟ كانت الاجابه القوى لا يعرف الندم
فازدادت حيرتى الذهنيه وجعلتنى اقول هل الندم ما هو الا مصطلح اجتماعى حتى لا يسود قانون الغابه
فاكتشفت انها فاتت سنه من عمرى لا من عمرى الزمن وحضرت بذهنى اغنية محمد عبدالواهاب عندما دعانى احد الزملاء بقضاء احتفال راس السنه باحد الفنادق فقلت له ( كيف اشعل الشموع واحتفل بسنه راحت من عمرى)
وقلت له هل الصخب الذى يملأ الدنيا هو فرح حقيقى ام تقليد بشرى كلما اطل عام جديد
وعندما قارنت بين الزمن والمكان وجد ان المكان ايضا شئ محدد له سقف وابعاد وانه لا يشعر بطعم الفراق فغدا يستقبل زائرين جدد
وان الزمن كالهرم الرابض فوق البشريه تمضى الاجيال امامه جيلا بعد جيل ولا يتاثر الزمن ليس حجرا اصم وليس جبلا غارقا فى الصمت ولكنه رحيل دائما وحائط مبكى وشاهد على الصمت و الصخب وعلى مدن الفرح والحزن وعلى زلازل الحيره وبراكين الغضب
فالزمن شاهد عيان على الكره الارضيه هذا الكوكب الذى يشكو سكانه من الارهاق فى الثراء والجوع فى الفقر
فلا تصفونى بالمكتئب
فاتت سنه بكل احداثها وحوادثها مره منحتنى نوما هادئا ومرات أمطرتنى بالقلق , مره ضحكت من قلبى كالطفل ومرات حجبت دموعى , عرفت اصدقاء جدد وظللت متشبثا باصدقاء قدامى وودعت اخرون , اعطتنى رضا عن نفسى مره وتمردت على نفسى مرات , اقبلت على ادنيا احيانا وزهدت فيها كثيرا , اغرقت نفسى فى العمل حتى لا يسلمنى الفراغ للتامل والضحك على كل المكاسب
فهذه هى الحياه بضجيجها وترابها وصراخها وهمساتها
والان نستقبل سنه ميلاديه جديده ***2012*** واطلق عليها كما تعلمت من الزمن بانها “سنه حبلى” بمفاجات نترقبها فى بطن الزمن
وهذا هو السبب الاساسى المتعارف عليه حول الفضول الذى قاد الانسان المعاصر الضعيف الى علوم التنجيم وقراءة كف المجهول
لا اريد أن اذكركم بما حدث من كواليس سنه 2011 م ولكنى اتمنى ان تتحد العرب وتتفق وان تنزع شوكة اسرائيل المغروزه فى حلق العرب اجمع ولكنى اقولها للجميع
إبتســــم فـربُــك موجــــود ، و رزقــــك مكتـــوب وعمــــرك محــــدود
ابتســــم فـمـــن الممـــكن أن يجــعل الـــله ابتسامتــــك ســــراً لسَعــــاْدَة’ غَيْــــرَك
“***********وكل عام وأنتم طيبين ***********”
المهندس / حازم البلتاجى