عن بداية العام الجديد أعلن الشاعر السوري نوري الجراح المقيم في لندن عن ميلاد ما سمي “رابطة الكتاب السوريين” التي جاءت إلي النور بعد مداولات بين عديد من المفكرين والنقاد والشعراء السوريين علي مدي شهرين. من هؤلاء المفكر صادق جلال العظم “برلين” وخلدون الشمعة “لندن” وحسام الدين محمد والشاعر علي كنعان والناقد مفيد نجم “أبوظبي” والشاعر الذي سجن 14 عاما في سجون حافظ الأسد فرج بيرقدار “السويد” والكاتب ياسين الحاج صالح “دمشق” الذي سبق اعتقاله 15 عاما وغيرهم “حوالي 110 وفي ازدياد” وها هو نص بيانها التأسيس.
“إن اعتراف الرابطة بالتعددية الثقافية التي ينهض عليها المجتمع السوري يحتم علينا إزالة الأسباب التي غيبت لأجيال المكونات الثقافية المختلفة وفتح المجال أمام هذه المكونات للتعبير عن ذواتها المبدعة بلغاتها الخاصة وفي المقدمة منها اللغتان الكردية والآشورية السريانية.
دواعي التأسيس:
بموازاة ثورة شعبنا السوري من أجل الحرية والكرامة والنهوض الوطني نعتزم نحن مثقفون سوريون متنوعو المنابت والمشارب تأسيس رابطة للكتاب السوريين الأحرار تعبر عن مشاركتنا في الثورة السورية داخل الوطن وخارجه ووقوفنا إلي جانب شعبنا الثائر وعن شعورنا بالحاجة إلي إطار ديمقراطي ومستقل لعموم الكتاب السوريين يعبر عن الواقع الجديد لسوريا التي تولد الآن في شوارع الحرية.
* * *
عبر تأسيس الرابطة اليوم. سنعمل علي أن تستعيد الثقافة دورها التعبيري والنقدي الريادي والمحرر ويستعيد المثقون استقلالهم وقدرتهم علي المبادرة والتجديد الفكري والجمالي والأخلاقي وأن نضع أنفسنا في صف شعبنا للدفاع عن حريات مواطنينا وحقوقهم ووحدتهم.
لقد عملت الثقافة طوال عقود جارية في بلاط النظام وعمل غير قليل من المثقفين كأبواق وشهود زور.
* * *
نتظلع إلي أن تكون رابطة الكتاب السوريين حاضنا لتفاعل التيارات الأدبية والفكرية المختلفة التي تزخر بها الحياة السورية وإلي أن تكون إطارا عمليا لنقد وتفكيك ثقافة اللون الواحد التي كرسها استئثار حزب البعث الحاكم بالسلطات المادية والرمزية وسلوكه الشمولي الإقصائي الذي تجسد في “اتحاد الكتاب العرب” علي مدار عقود من حكم التعسف الأمني.
* * *
من شأن هذه الرابطة أن تشكل إطارا حرا ومنصة متقدمة للشعراء والكتاب والمفكرين والأدباء السوريين الأحرار المشاركين في صنع سورية الجديدة والذين يفتشون عن إطار عملي للتفاعل فيما بينهم بما يساعد علي تسريع عملية الانتقال من نظام الاستبداد والقمع والإقصاء إلي نظام ديمقراطي مدني تعددي حر أساسه المواطنة يتيح أوسع الفرص للطاقات الإبداعية الأدبية والفكرية.
* * *
نتطلع بثقة كبيرة إلي أن تقوم الرابطة الوليدة بتجسير الفجوة المختلفة التي حاول نظام الحزب الواحد أن يقيمها بين أهل القلم داخل الجغرافيا السورية وخارجها فالبطش والقمع وتكميم الأفواه طال الجميع دون تفريق لقد عزلت تلك السياسات المثقفين السوريين بعضهم عن بعض ولجمت عناصر القوة في الثقافة وبالتالي شلت المكانة الثقافية والأدبية لسوريا في العالم ما أدي إلي إضعاف معني سوريا في أعين السوريين قبل غيرهم وإفراغها من الفكر المبتكر الجسور والمخيلة الطليقة والنقد السياسي والاجتماعي الخلاق والروح الحرة المتوثبة.
نتطلع أيضا إلي المساهمة في إصلاح سلم القيم العام لمصلحة المعرفة والعمل والابتكار ضدا علي سلم القيم الحالي والذي يعلي من السلطة والمال والامتياز.
* * *
وبالتالي فإن الإنجاز المنتظر لهذا الإطار يتمثل في إعادة بناء ما تهدم من الذات الثقافية السورية في إطار حركة الثقافة العربية وبالتفاعل مع ما أنجزته وتنجزه اليوم الثورات العربية وما يتيحه مجال عالمي يزداد تداخلا واتساعا من فرص وما يطرحه من تحديات.
* * *
وقفت وراء فكرة تأسيس الرابطة مجموعة صغيرة من الكتاب والشعراء السوريين تنادوا إلي هذا العمل من الداخل والخارج لشعورهم بالحاجة الملحة لقيام إطار يوحد جهود عموم الكتاب السوريين المبذولة لنصرة شعبهم والعمل علي استعادة الدور الطليعي للثقافة والمثقف في حياة المجتمع قامت المجموعة بالاتصال في حدود الممكن بالكتاب السوريين داخل البلاد وخارجها وعلمت بداية بطريقة ثنائية ما كفل نجاح الفكرة وانطلاقها بالأقل من المعوقات.
* * *
إن الإعلان عن الرابطة يفتح الباب أمام جملة من التساؤلات حول صفة هذا الكيان ودوره وبنيته التنظيمية لكان الإجابة عن كل هذه المتطلبات وغيرها لن تكون ممكنة من الآن لأن التركيز خلال المرحلة الراهنة للرابطة وأعضائها سيكون علي النشاطات التي تدعم التحول الكبير الذي تشهده بلادنا العزيزة سوريا من الوضع الديكتاتوري إلي الوضع الديمقراطي المنشود.
السؤال حقيقة سيكون منصبا علي الدور المرحلي الذي يمكن لهذه الرابطة أن تلعبه في دعم هذا التحول وتعميقه وهو في الأساس دور ضميري وأخلاقي ينتظر من الكتاب أن يلعبه في هذه اللحظة التاريخية من حياة شعبنا وبلادنا.
رابطة الكتاب السوريين
ومن ناحية أخري بدأ مؤسسو الرابطة يبحثون بجدية قضية تخيير الأدباء ما بين عضويتهم التاريخية في اتحاد الكتاب العرب وعضوية الرابطة باعتبارها قضية ذات بعد أخلاقي بوصف الرابطة بديل لمؤسسة النظام وقد أعلن العديد من الكتاب والمبدعين مثل عائشة ارناؤوط “باريس” في بيانات واضحة انسحابهم من اتحاد الكتاب العرب سوريا والانضمام للرابطة ككيان بديل ليشرفهم الانضمام إليه خاصة وأن الاتحاد الرسمي المذكور لم يتخذ أي موقف إنسائي أخلاقي للتنديد بالجرائم البشعة التي يمارسها نظام بشار الأسد.