علي الرغم من حالة الهدوء التي تخيم علي العاصمة السورية دمشق إلا ان الجميع يدركون ان التغيير قادم. ويبقي السؤال الوحيد حول تكلفة هذا التغيير. هذاما أكدته صحيفة الجارديان البريطانية في تحقيق مطول لمراسلها كتبه من دمشق ورصد فيه مظاهر الحياة في سوريا في ظل الأزمة الراهنة.
تطرق التقرير إلي حياة نشطاء المعارضة المحفوفة بالمخاطر. واستشهد بالمهندس عدنان وزوجته المحامية ريما كمثال لحياة عدد من نشطاء المعارضة الذين يعيشون حياة التخفي متوارين وملاحقين من قبل أجهزة الأمن السورية والأساليب الجديدة التي يبتكرونها في تنظيم الاحتجاجات. أشارت الصحيفة إلي ان الزوجين لم يعودا قادرين علي الاتصال بعائلتهما ولديهما هويات مزيفة كما ان عدنان يغير مظهره بانتظام حتي ان زميله في العمل قد لا يتمكن من التعرف عليه. ولكن عدنان يؤكد في الوقت نفسه ان “الثورة دمرت جدار الخوف” وان “صورة الأسد مشوهة في كل مكان ونحن متأكدون من أننا سنسقط النظام في وقت ما”.
يقول مراسل الصحيفة “اين بلاك” ان العاصمة السورية دمشق تبدو هادئة وطبيعية لأن هذا المظهر مخادع رغم ان خطوط المواجهة بين النظام والمعارضة تتركز في مناطق أخري في سورية مثل حمص وحماة وأدلب ودرعا.
يشير المراسل إلي ان هناك شبه يقين بين نشطاء المعارضة بأن الثورة لن تحقق أهدافها قريباً وخاصة بعد خطاب الاسد الأخير والذي كان بمثابة اعلان حرب لحشد انصاره حيث تحيط الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق الرئيس ماهر بالعاصمة دمشق والمباني الحكومية تحميها السواتر والتحصينات والمقرات الأمنية تحميها الرشاشات الثقيلة.
يقول المراسل ان أنصار النظام يعلنون عن تأييدهم عن الاصلاح السياسي والتفاوض مع المعارضة “السلمية” ويحذرون من مخاطر اسقاط الأسد لأنه سيؤدي إلي فتح أبواب جهنم كما يرون.
ويشعر مسئولو الأمن بالقلق من ظاهرة دفع الرشاوي لاطلاق سراح المعتقلين ومن ان نصف الأسلحة التي بحوزة مسلحي المعارضة مصدرها ضباط الجيش السوري.
من جانبه أكدت صحيفة “ديلي تلجراف” ان نظام الأسد يعاني من سلسلة من الانشقاقات التي تمنح المعارضة دعاية انقلابية. وسط مطالب متزايد بالتدخل الدولي.
ويأتي أحدث انشقاق من طرف قائد عسكري ثان وهو العميد مصطفي أحمد الشيخ الذي أعلن انشقاقه عن الجيش وانضمامه إلي الحركة الاحتجاجية. ويقدر الشيخ لدي وصوله إلي تركيا عدد أفراد الجيش السوري الحر الان بنحو عشرين ألفاً. من أصل 300 ألف ينضوون تحت راية الجيش السوري.
كان النائب بالبرلمان عماد غليون قد أعلن هوأيضاً انشقاقه من القاهرة. وقال غليون ان الشعب السوري يعيش أسوأ مرحلة. مشيرا إلي ان الناس في حمص يعانون من الحصار وانقطاع التيار الكهربائي وتراكم القاذورات في الشوارع.
وتحدثت الصحيفة عن مؤشرات تقول إنها مؤكدة بشأن تراجع قبضة الأسد. منها ان أجزاء من حمص وادلب تخضع لسيطرة الثوار مازالوا لا يستطيعون إحكام قبضتهم بالكامل علي المدن. كما حدث في ليبيا.
وفي إطار تزايد الضغوط علي علي نظام الأسد. أعلنت المعارضة السياسية والعسكرية عن انشاء خط ساخن ومكتب ارتباط دائم يتولي التنسيق الميداني والسياسي.
ويري الأكاديمي السوري عمرو عزام ان التصعيد القتالي في خطاب الأسد رغم ما قدمه من مبادرات للعفو. يعني ان الحرب الأهلية التي كثر الحديث عنها غدت أمرا محتملا ويشير إلي النظام يستعد للحرب وان المعارضة تتسلح داعياً العرب إلي التدخل بأي طريقة كانت سواء بارسال قوات أو بالسماح لآخرين للقيام بذلك. “إذا ما أرادوا تجنب تقسيم سوريا”.
ميدانياً. أفاد ناشطون ان 11 شخصا قتلوا أمس هم ثمانية مدنيون اثر انفجار عبوة بحافلة تقل مسافرين في طريق ادلب- حلب و3 مدنيين آخرين بنيران قوات الأمن بينهم اثنان في حمص.