ذكر ناشطون في سوريا أمس ان 23 شخصاً قتلوا وأصيب نحو 300 آخرين جراء قصف عنيف تعرض له حي بابا عمرو في حمص في اليوم الثامن عشر من حملة عسكرية تشنها القوات السورية ضد المدينة. وسط تكهنات باقتحام دموي قريب للحي. مع وصول تعزيزات عسكرية حكومية ضخمة.
وقال عضو مجلس الثورة السورية محمد الحمصي. إن من بين القتلي طفلين وثلاث نساء. مشيراً إلي أن طائرات مروحية تقوم بالتحليق فوق الحي لتوجيه القصف.
من جانبه قال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله الموجود في حي بابا عمرو ان الوضع سيئ للغاية. وسط قصف عنيف ومستمر. وفقدان جميع الخدمات وعدم وجود ملاجئ يتحصن فيها المدنيون.
وأضاف العبد الله ان القصف طال المستشفي والمساجد التي لجأ إليها السكان. وكذلك بيوت بعض الناشطين. مشيراً إلي أن أكثر من 250 قذيفة سقطت علي الحي وكذلك علي حي الإنشاءات في حمص.
وتزامن ذلك مع ورود أنباء عن مفاوضات يجريها الصليب الأحمر الدولي “مع جميع الأطراف” للتوصل إلي وقف لاطلاق النار بهدف إيصال المساعدات إلي المناطق الأكثر تضرراً.
وقال ناشطون إن مخزونات المؤونة والدواء تنفذ في المدينة وان أزمة إنسانية تلوح في الأفق. ويتوقع أن تشمل ايضا مناطق الزبداني ومضايا ورنكوس. حسب مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق.
في غضون ذلك اتسعت المظاهرات في العاصمة دمشق. حيث خرج مئات المتظاهرين في الميدان الرئيسي لحي الحجر الأسود الدمشقي. حيث قامت قوات الأمن و”الشبيحة” بإطلاق النار علي الحشد. مما تسبب بجرح أربعة متظاهرين نقلوا إلي المنازل للعلاج.
وفي دمشق ايضا نشر ناشطون صوراً تظهر مجموعة من المتظاهرين وهم يرددون شعارات احتجاجية في شارع بغداد قرب فرع المخابرات الجوية في منطقة ساحة التحرير وسط العاصمة.
وردد المتظاهرون شعارات تضامن مع عدد مدن سورية. إضافة إلي هتافات أخري تطالب بتنحي الرئيس بشار الأسد. وهذه هي المرة الثانية التي تخرج فيها مظاهرة في هذه المنطقة من دمشق.
وفي حلب شهد حي الفردوس وسط المدينة مظاهرة تطالب برحيل الأسد وردد المتظاهرون شعارات مناوئة للنظام والحملة التي يشنها منذ 11 شهراً علي المحتجين في مختلف مدن البلاد.
واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع مما أدي إلي وقوع حالات إغماء واختناق بين الطلبة وتشهد المدينة الجامعية في حلب مظاهرات مستمرة تطالب بإسقاط النظام.
وفي منطقة الغويران بالحسكة خرجت مظاهرة طالبت برحيل الأسد ووقف العنف ضد المواطنين.
وجاء في بيان للمعارضة ان حماة عزلت عن العالم الخارجي وقطعت خطوط الهواتف الأرضية. كما قطعت شبكة المحمول والإنترنت وأن هناك عمليات اعتقال يومية تجري من بيت لبيت.
في المقابل قالت وكالة الأنباء السورية “سانا” إن ضابطا برتبة مقدم ورقيبا وعدداً من المسلحين قتلوا في مواجهات بمحافظة حماة. فيما اختطف ضابط برتبة ملازم في ريف محافظ دير الزور.
علي صعيد الانشقاقات في الجيش السوري بث موقع الثورة السورية علي الإنترنت صوراً لتشكيل كتيب انضمت للجيش السوري الحر في منطقة خان شيخون في محافظة إدلب. أطلق عليها اسم “كتيبة الشهيد مشعل تمو” في إشارة إلي المعارض الكردي السوري الذي قتل في صيل العام الماضي.
وفي حلب اعلنت مجموعة من المسلحين بقيادة ضابط برتبة مقدم تشكيلها كتيبة باسم “إبراهيم هنانو”.
من ناحية أخري ذكرت وكالة الأنباء السورية أن دورية أمنية تابعة للجهات المختصة اشتبكت اليوم مع مجموعة مسلحة تستقل سيارة إسعاف بحمص مما أدي إلي مقتل جميع المسلحين في السيارة.
وقالت الوكالة إن المجموعة المسلحة استهدفت المستشفيات والمراكز الصحية ومنظومة الإسعاف والطواقم الإسعافية والطبية والتمريضية مما أدي إلي مصر أكثر من 15 من الكوادر الطبية الاسعافية وجرح 27 آخرين وإحراق 48 مركزاً صحياً واستهداف 16 مستشفي بالاضافة إلي تخريب وحرق وسرقة 138 سيارة إسعاف اثناء تقديمها لواجباتها الإنسانية في إسعاف المواطنين.
وعلي صعيد التحركات الدولية. أعلنت اليوم روسيا عدم مشاركتها في مؤتمر “أصدقاء سوريا ” الذي سيعقد في تونس الجمعة المقبل. وفيما تتجه أوروبا إلي فرض عقوبات جديدة في النظام السوري الأسبوع المقبل. أكد الرئيس بشار الأسد أن “المجموعات الإرهابية المسلحة” تتلقي الدعم “بالمال والسلاح” من جهات خارجية “بهدف زعزعة استقرار سوريا”.
وجاء الرفض الروسي بعد يوم من إعلان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن هناك إشارات تأتي من الصين. وإلي حد ما من روسيا بإمكان تغيير موقفيهما من الأزمة في سوريا.