عاد القيصر الروسي فلاديمير بوتين رئيسا الي الكرملين.. بهذه العبارة يمكن وصف الجزء الأكبر من صورة الانتخابات الرئاسية التي شهدتها الساحة الروسية . الا أن الجزء الآخر بقي برسم التنديد الذي أبدته المعارضة بلسان أول الخاسرين غينادي زيوغانوف اذ وصف الانتخابات ب انتخابات لصوص وذلك عقب اعلان النتائج التي اكدت فوز بوتين ب 64% من أصوات الناخبين.
وعلي بعد أمتار من الكرملين أعلن بوتين والدموع تترقرق علي خديه فوزه في انتخابات الرئاسة الروسية في تجمع احتفالي حضره عشرات الالاف من انصاره وسط موسكو. وقال للمحتشدين وعدتكم بأن نفوز. وها قد فزنا. المجد لروسيا .
اما ندّه زيوغانوف فقال في تصريح للتليفزيون انها انتخابات لصوص مهينة وغير نزيهة علي الاطلاق¢. كما قال الزعيم المعارض الليبرالي فلاديمير ريجكوف وهو احد ابرز منظمي تظاهرات المعارضة خلال الاشهر القليلة الماضية. انه لا يوجد اي مؤشر يمكن ان يتيح القول ان هذه الانتخابات شرعية .
علي الجانب الاخر أكد بوتين مخاطبا عشرات الآلاف من أنصاره قرب الكرملين أنه خاض معركة شريفة وشفافة . وعبّر عن امتنانه للناخبين الذين لم يرضخوا كما قال للاستفزازات السياسية الرامية إلي تدمير الدولة الروسية.
وقد حاول بوتين قبل الانتخابات تبديد مزاعم التزوير بأن أمر لأول مرة بنصب 192 ألف كاميرا مراقبة في مراكز التصويت.
وكان بوتين قد ترك الرئاسة لديمتري مدفيديف في 2008 بسبب عدم تمكنه من تولي ولاية ثالثة علي التوالي ..لكنه بقي الرجل الأقوي في البلاد علي رأس الحكومة. وقد أحجم مدفيديف عن الترشح الي الانتخابات الرئاسية لرد الجميل إلي بوتين تاركا له المجال للعودة الي الكرملين لولاية او ولايتين من ست سنوات بدلا من اربع اثر تعديل دستوري مدد الولاية الرئاسية لسنتين. مما قد يبقيه نظريا في الحكم حتي العام 2024.
وفي أول رد فعل لها علي نتيجة الانتخابات تستعد المعارضة الروسية للتظاهر مجددا في موسكو تنديدا باقتراع الرئاسة التي تصدرها بوتين .فيما حل ثانيا رئيس الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف بأكثر من 17%. متبوعا بالملياردير ميخائيل بروخوروف بنحو 8%. ثم بفلاديمير زهيرونوفسكي. وأخيرا برئيس المجلس الاتحادي سابقا سيرغي ميرونوف.
من جانبها شككت منظمة جولوس المستقلة لمراقبة الانتخابات في نزاهة الانتخابات الرئاسية الروسية.