رغم اتفاق التهدئة الذي تم التوصل إليه بين الجانبين الفلسطيني وإسرائيل إلا أنه عمليا لم يدخل حيز التنفيذ . حيث أكدت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين ثاني أكبر الفصائل في قطاع غزة أن الصراع مع اسرائيل لم ينته . والتهدئة التي ابرمت عقب العدوان الاسرائيلي الاخير علي القطاع ليست نهائية.
وقال الشيخ نافذ عزام القيادي البارز في الحركة ان المقاومة الفلسطينية سجلت في جولة الصراع الاخيرة مع العدو الاسرائيلي انجازا مهمها لا يحسب فقط للجهاد أو سرايا القدس .بل كل المقاومة وأهل غزة الذين ساهموا في ذلك .رغم أن الاستهداف الاسرائيلي ركز بالدرجة الأولي علي عناصر سرايا القدس التي أطلقت عددا هائلا من الصواريخ علي الاحتلال.
وقال ان صمود المقاومة والشعب الفلسطيني في قطاع غزة امام التصعيد الاخير رغم عدم تكافؤ القوي يعد انتصارا لكل فصائل المقاومة وانتقد الحكومات العربية والإسلامية لعدم القيام بدورها وواجبها المطلوب تجاه القضية الفلسطينية .فيما توقع أن يكون لثورات الربيع العربي مردودا ايجابيا علي القضية الفلسطينية.
في غضون ذلك . شن سلاح الجو الاسرائيلي عدة غارات علي أهداف في قطاع غزة .
وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان الغارات جاءت ردا علي استمرار القصف الصاروخي من القطاع علي اسرائيل.
كان مسلحون قد اطلقوا خمس قذائف صاروخية من القطاع باتجاه اسرائيل. واعترضت منظومة القبة الحديدية إحداها. ولم تقع اصابات أو اضرار.
يأتي ذلك رغم التهدئة التي بدأ سريانها الثلاثاء الماضي بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في غزة بوساطة مصرية وذلك بعد اربعة ايام من التوتر بين الجانبين . والذي أسفر عن استشهاد 26 فلسطينيا وإصابة أكثر من 80 آخرين بجروح.
كانت صحيفة “يديعوت أحرنوت” قد ذكرت أن قذيفتين صاروخيتين سقطتا بساحل عسقلان و¢أشكول¢ بالنقب الغربي جنوب إسرائيل . مشيرة إلي أن الصاروخين سقطا في مناطق مفتوحة دون أن يبلغ عن وقوع إصابات أو أضرار.
وعلي صعيد ذي صلة قررت بلديات بئر السبع وأسدود وعسقلان وكريات جات وأوفاكيم وجان يافنيه جنوب إسرائيل تعطيل الدراسة في كافة المؤسسات التعليمية بسبب تواصل إطلاق الصواريخ من قطاع غزة علي المدينة .
في رام الله . واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلية لليوم الرابع علي التوالي اعتداءاتها علي قرية النبي صالح شمال غرب رام الله بالضفة الغربية. حيث اقتحمت القرية وانتشرت في شوارعها قبل أن تقتحم عددا من المنازل وتفتيشها.
وحملت قوات الاحتلال الإسرائيلية خلال اقتحامها للقرية صورا للمظاهرات الأسبوعية التي تشهدها القرية لمواجهة الجدار والاستيطان للقبض علي المشاركين فيها بعد التعرف عليهم من خلال الصور.
كما اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال علي مدخل القرية حين تصدي عشرات الشبان للسيارات الإسرائيلية.
من جانبها. جددت حركة المقاومة الشعبية الفلسطينية “انتفاضة” تأكيدها علي استمرار المقاومة وتواصل الفعاليات الأسبوعية رغم كل الاعتداءات والتهديدات الإسرائيلية.
من ناحية أخري. أكدت الدكتورة حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عدم وجود قرار سياسي بحل السلطة الوطنية الفلسطينية. مشيرة إلي ان السلطة هي تراكم نضال الشعب الفلسطيني الطويل.. وان المطروح هو تقوية وضع السلطة وتقويمه.
ودعت عشراوي خلال لقائها مع نائبة وزير الخارجية الفنلندي آن سيبيلينن الرباعية الدولية والاتحاد الأوروبي إلي إلزام إسرائيل بقواعد القانون الدولي. ولعب دورا سياسيا فاعلا لإنقاذ الوضع المتدهور بسبب التعنت الإسرائيلي.
وشددت علي ضرورة محاسبة ومساءلة إسرائيل دوليا من خلال اللجوء إلي المحاكم الدولية. ومحاسبتها شعبيا عبر المقاومة الشعبية وحملات المقاطعة.
وأطلعت عشراوي. نائبة وزير الخارجية الفنلندي علي آخر التطورات السياسية والدولية. مستعرضة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة. والحملة الاستيطانية في مدينة القدس ومحاولات تهويدها. واعتداءات المستوطنين علي ممتلكات المواطنين ومصادر رزقهم.
وأكدت أن المستوطنين لا يشكلون خطرا علي أبناء الشعب الفلسطيني فقط. وإنما علي إسرائيل أيضا. مضيفة أن الحكومة الإسرائيلية لن تتمكن من لجمهم بعد أن قدمت لهم الدعم والحماية.
من جهة أخري. دعت عشراوي إلي ضرورة إجراء الانتخابات الفلسطينية علي أسس ديمقراطية نزيهة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس.
من جانبه .أكد واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية عدم وجود أي أفق لعملية السلام في المرحلة الحالية في ظل عدم وجود أي التزامات من الجانب الإسرائيلي.
أوضح أن ما جعل عملية السلام متوقفة وبلا تحركات. هو فشل الإدارة الأمريكية والرباعية ومواقفها تجاه الممارسات الإسرائيلية. وعدم جدوي عمل الرباعية الدولية في إعادة أفق عملية السلام. مشيرا إلي ما تتعرض له مدينة القدس من تهويد. وما يحدث في قطاع غزة من تصعيد. والحواجز الإسرائيلية في الضفة الغربية. وعدم الاعتراف بالقوانين والتشريعات الدولية. والالتزام بما جاء في القرار 194
أشار إلي أن الخيارات أمام المفاوض الفلسطيني مفتوحة إن كان بالتوجه الدولي للاعتراف بالحقوق الفلسطينية المشروعة أو بالمصالحة الفلسطينية وذلك علي عكس الموقف الإسرائيلي.