يبدو أن شعار خذلنا المسلمون والعرب الذي رفعه السوريون المناهضون لنظام الرئيس بشار الأسد في تظاهرات الأمس لم يكن معبرا عن الحال بشكل أوضح. إذ لم يخذلهم العرب والمسلمون فقط بل خذلتهم أيضاً الأمم المتحدة التي تخلت أمس عن مساندة دعوة الجامعة العربية بضرورة تفويض الرئيس السوري سلطاته لنائبه كمقدمة لإطلاق عملية انتقال سياسي تستهدف وقف العنف وأعمال القتل الدائرة في البلاد منذ أكثر من عام.
نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة ادواردو ديل بوي قال إن بقاء الرئيس السوري في السلطة ليس قرارا في يد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لكي يتخذه. وانما هو قرار للشعب السوري. كما أن الأمين العام يأمل في أن يكون بمقدور الشعب السوري ايصال أرائه وانتخاب حكومته.
وأضاف نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام أن الامين العام يوافق على خطة النقاط الست للمبعوث الأممي- العربي المشترك لسوريا كوفي عنان . كما أنه يجب على أي عملية تجري هناك. أن تقودها سوريا.
ونوه المسئول الأممي الى أن بان كي مون دعا دائما الحكومة السورية الى الاستماع الى صوت شعبها. وأنه أعرب عن أمله في أن يتمكن السوريون من التفاوض للخروج نحو مستقبل ديمقراطي حيث يتم احترام حقوق الإنسان وتتمكن المجتمعات المختلفة من أن تتعايش في سلام.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد قال أكثر من مرة في تصريحات سابقة. إن الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته. وأصبح مفتقدا للحس الإنساني ..
وتأتي عملية تخلي الأمم المتحدة عن مساندة دعوة الجامعة العربية في الوقت الذي توقع فيه السيناتور الأمريكي الجمهوري جون ماكين أن تمني مهمة كوفي عنان في سوريا بالفشل بسبب موقف بشار الأسد. ودعا ماكين المعارضة الى توحيد صفوفها لمواجهة حكم الأسد . كما دعا الى تسليح المعارضة ودعمها.
وأعرب ماكين – في تصريح له أمس – عن أسفه إزاء تصريحات الرئيس السوري التي دعا فيها الى وقف الدعم الأجنبي لما أسماه بالأعمال الإرهابية إذا أراد كوفي عنان إنجاح مهمته.. وقال ماكين إن مهمة عنان لن تنجح لأن الأسد لن يتوقف عن قتل شعبه الى أن يقتل أعدادا كافية لوقف المقاومة. ولن تنجح لأن الأسد يلقب من يقاوم نظامه بالإرهابيين. ويري أنه يتعين القضاء عليهم.
في سياق متصل قال متحدث باسم كوفي عنان إنه يتعين على قوات الحكومة السورية تنفيذ وقف للإطلاق النار بموجب خطة السلام التي اقترحتها الجامعة العربية والأمم المتحدة.. وقال أحمد فوزي المتحدث باسم عنان إن المجتمع الدولي يتوقع من الرئيس السوري تنفيذ هذه الخطة على الفور.
ويدعو اقتراح عنان الى سحب الاسلحة الثقيلة والقوات من المدن والبلدات والسماح بدخول المساعدات الانسانية والافراج عن السجناء واتاحة حرية الحركة والدخول للصحفيين. ولا يعول على تنحي الاسد عن منصبه.
على الصعيد الميداني أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن ثمانية أشخاص وجنديا قتلوا صباح أمس في أنحاء متفرقة من سوريا.
وكان ثوار سوريون هاجموا في الساعات الاولي من صباح أمس قاعدة تابعة للقوات الجوية قرب دمشق كانت تحت سيطرة القوات النظامية.
على صعيد مختلف أعلن مسئول كوري جنوبي أمس أن بلاده قررت تقديم مساعدات إنسانية للمعارضة السورية بقيمة مليون دولار.
واعتبر المسئول في تصريح لوكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء أن الخطوة تأتي في إطار سلسلة من الجهود الدولية للمساعدة على إنهاء حملة القمع الدموي عل يد نظام بشار الأسد.