تصاعدت حدة التوتر علي مناطق التماس بين السودان وجنوب السودان بعد قصف حاق بمواقع قوات الأمم المتحدة علي الحدود المشتركة في وقت كشفت مصادر سودانية مطلعة عن تدمير آليات عسكرية تابعة للقوات الجنوبية من بينها أسلحة أمريكية وإسرائيلية في المعارك الدائرة في منطقة “هجليج” بولاية جنوب كردفان.
قالت المصادر إن جيش السودان قام بتدمير كل الآليات العسكرية التي دخلت بها القوات الجنوبية لهجليج وشملت دبابات “تي 72” وراجمات أمريكية الصنع وأسلحة إسرائيلية متطورة كما أحبطت في ذات الوقت محاولة إمداد قام بها طيران مشترك لجيش جنوب السودان ودولة مجاورة لجوبا لدعم القوات المنسحبة إلي داخل دول الجنوب.
أكدت المصادر في تصريحاتها لصحيفة “الانتباهة” السودانية أن الأجهزة الأمنية تجري منذ أمس الأول عملية تطهير شاملة واعتبرت أن العمليات التي دارت قبل يومين بمثابة نهاية غزو هجليج..في غضون ذلك قادت القوات المسلحة عملية عسكرية واسعة النطاق لطرد كل القوات التابعة لدولة الجنوب والمتمركزة في عدد من المناطق منها “الميرم” وحول “أبيي”.
من جانبه أعلن الجيش السوداني أن قواته نجحت في تحرير منطقة “مقم” بولاية “النيل الأزرق” الحدودية مع دولة جنوب السودان وقالت مصادر عسكرية سودانية إن المنطقة تمت محاصرتها منذ صباح الجمعة وتم دهم المتمردين فيها وقتل 25 منهم والاستيلاء علي عدد كبير من الأسلحة والمعدات.
نفي وزير الإعلام السوداني عبدالله علي مسار اتهامات الجنوب بقصف البني التحتية النفطية وقال في بيان بثته وكالة الأنباء الرسمية إنه إذا كان هنالك تخريب قد حدث في هجليج فإن ذلك قد يكون من جانب جيش دولة جنوب السودان. مؤكدا أن الحكومة السودانية تحمل جوبا أي تخريب لآبار ومنشآت البترول.
كانت حكومة جنوب السودان أعلنت أمس الأول أن السودان قصف منشآت نفطية في هجليج وألحق بها أضرارا جسيمة بعد سيطرة قوات الجنوب علي المنطقة الثلاثاء الماضي.
قال مسئولون بجنوب السودان والأمم المتحدة ان غارة شنتها القوات السودانية استهدفت معسكرا لقوات الأمم المتحدة بقرية مايوم الواقعة بولاية الوحدة الغنية بالنفط وأوضح وزير إعلام الولاية أن الغارة لم تسفر عن ضحايا وتحدث عن أضرار لحقت بالمعسكر وأشار إلي قصف آخر حاق مايوم أوقع سبعة قتلي وأربعة جرحي علي حد قوله بدوره نفي المتحدث باسم بعثة حفظ السلام الأممية بجنوب السودان سقوط قتلي.
وقد تضاربت الروايات حول الوضع العسكري في هجليج فبينما أكد جيش السودان مؤخرا أنه أحكم قبضته علي مداخل المدينة وأنه يقترب من تحريرها بعد تكثيف هجومه عليها من ثلاثة محاور. قال المتحدث العسكري لجنوب السودان إن القوات السودانية مازالت علي بعد 30 كلم علي الأقل من هجليج.
كانت قوات تابعة لدولة جنوب السودان قد سيطرت علي المنطقة النفطية الثلاثاء الماضي مما ترتب عليه فرار نحو عشرة آلاف شخص وفق تقديرات الأمم المتحدة.
علي الصعيد الدبلوماسي توجه وزير الخارجية محمد كامل عمرو إلي جوبا لعقد محادثات مع المسئولين الجنوبيين في إطار المساعي المصرية لاحتواء الأزمة كان عمرو أكد عقب لقائه أمس الأول الرئيس السوداني عمر البشير في الخرطوم استعداد مصر للقيام بأي دور من أجل حقن الدماء وإحلال السلام في المنطقة بينما رحب البشير بالدور المصري بشأن الأزمة.
من ناحية أخري ذكرت تقارير صحفية سودانية أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بصدد القيام بزيارة رسمية لجنوب السودان لاحتواء الأزمة بين الخرطوم وجوبا.
أشارت في الوقت نفسه إلي جولة مفاوضات محمومة بين عاصمتي البلدين لاحتواء الأزمة يقودها الوسيط الأفريقي ثامبو مبيكي ورئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي وقالت إن زيناوي بصدد القيام بزيارة للخرطوم وجوبا في ذات الاتجاه.