اشتعال احداث شارع محمد محمود و ميدان التحرير مجددا

تصاعدت حدة احداث ذكرى محمد محمود و ميدان التحرير صباح أمس بين المتظاهرين ورجال الشرطة الأمر الذي وصل إلي قيام عدد منهم بالاعتداء علي قيادات الأمن أثناء تفقدهم الحريق الذي شب بمقر قناة الجزيرة بالميدان بعد قذفه بقنابل المولوتوف في الوقت الذي زادت أعداد المصابين في صفوف الشرطة إلي 51 مصاباً ما بين ضابط وشرطي يتلقون العلاج بمستشفي الشرطة بالعجوزة ومدينة نصر.
شهد ميدان التحرير أعمال كر وفر منذ الساعات الأولي لصباح أمس بعد إعلان حركة 6 أبريل عن وفاة أحد أعضائها إكلينيكياً داخل مستشفي قصر العيني وهو جابر صلاح جابر “20 سنة” طالب بكلية الهندسة إثر إصابته بطلق خرطوش بالرأس والصدر أثناء مشاركته في إحياء ذكري أحداث محمد محمود في الوقت الذي كثفت قوات الشرطة من إلقائها للقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.
زادت حدة العنف بميدان التحرير حيث قام مجموعة من المتظاهرين بقذف مقر قناة الجزيرة بميدان التحرير بالعقار رقم 3 المجاور لمقر الجامعة الأمريكية بالحجارة مما تسبب في تهشم واجهته وعقب ذلك واصلوا اعتدائتهم علي المقر بإلقاء 8 قنابل مولوتوف مشتعلة أمسكت بالمعدات والديكورات الموجودة ليتحول المقر إلي كتلة من اللهب هرعت علي أثرها قوات الحماية المدنية للسيطرة علي الحريق في الوقت الذي سادت حالة من الذعر والرعب بين أصحاب المحلات الموجودة بالمنطقة والعاملين فيها قاموا علي أثرها بإغلاق أبواب محالهم خشية تعرضها لاحتراق هي الأخري.
واصل المتظاهرون اعتداءاتهم علي مقر قناة الجزيرة وحاول الصعود إليه وتحطيمه ومنع سيارات الإطفاء التي وصلت إلي المكان للسيطرة علي الحريق وأثناء ذلك شاهدوا اللواء شعيب صيام قائد الأمن المركزي بقطاع حلوان الذي تواجد في المنطقة لمساعدة سيارات الإطفاء الثلاثة من الوصول إلي الحريق والسيطرة عليه وتعدوا عليه بالضرب المبرح بالأيدي والأحزمة وأصابوه بعدة جروح وكدمات في مناطق متفرقة من الجسم.
من جانبها ألقت أجهزة الأمن علي 83 متهماً من مثيري الشغب في الأحداث بينهم عدد من الصبية والسيدات وكشفت تحريات رجال مباحث الأمن العام عن وجود سيدة تدعي “فتحية” من بين الملقي القبض عليهم اعترفت بتلقيها أموالاً من أحد الأشخاص مقابل الحضور إلي الميدان والمشاركة في التعدي علي قوات الشرطة بالحجارة وقنابل المولوتوف وتواصل النيابة تحقيقاتها مع المتهمين الملقي القبض عليهم وحصر التلفيات التي خلفتها الأحداث في الميدان والشوارع المحيطة في المباني والمنشآت والاستماع لعدد من شهود العيان للوصول إلي السيناريو الحقيقي للأحداث وبيان ما إذا كانت الاعتداءات قد بدأت من قبل قوات الشرطة أم المتظاهرين أنفسهم ورصد العناصر المندسة والتي قامت بإطلاق الخرطوش علي الشرطة والمواطنين وتسببت في إشعال العنف بالمنطقة.
انتقل فريق من النيابة يضم ياسر مختار مدير نيابة عابدين وجمال يسري وكيل أول النيابة ومحمد هاني ويوسف الدفتار وكيل النيابة لمعاينة موقع الأحداث وحصر التلفيات التي لحقت بمدرسة القرابية الإعدادية بنين بشارع يوسف الجندي وتبين من المعاينة وجود تلفيات بالأبواب والنوافذ وآثار اشتعال نيران وحريق عدد من الأشجار وتم التحفظ علي بقايا زجاجات المولوتوف التي عثر عليها في المكان.
استمع محمد العشماوي رئيس نيابة عابدين بإشراف المستشار عمرو فوزي المحامي العام الأول لنيابات وسط القاهرة الكلية لأقوال المتهمين في أحداث العنف في اشتباكات الذكري الأولي لأحداث محمد محمود وأنكر المتهمون كافة الاتهامات الموجهة إليهم خلال التحقيقات وقالوا إن الشرطة ألقت القبض عليهم في محيط الأحداث أثناء مشاهدة المظاهرات دون تفرقة وبطريقة عشوائية وأنكروا حيازة أي أسلحة بيضاء أو زجاجات مولوتوف التي ألقيت علي رجال الشرطة في محيط وزارة الداخلية وأن الشرطة هي التي بدأت بالعنف باستخدام القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي مما اضطرهم للدفاع عن أنفسهم وأنهم خرجوا في مسيرة سلمية لإحياء ذكري أحداث محمد محمود ولكن رجال الشرطة حولوا المسيرة إلي معارك كر وفر.
استمعت النيابة إلي أقوال رجال الشرطة المصابين في الأحداث والمكلفين لتأمين منافذ مقر وزارة الداخلية حيث أشاروا إلي أن الاشتباكات بدأت منذ تجمع عدد هائل من المتظاهرين خلف الجدار العازل وفي تقاطع شارعي محمد محمود مع يوسف الجندي وقاموا بإلقاء الحجارة والشماريخ وزجاجات المولوتوف وأطلقوا بعض الأعيرة النارية من فرد خرطوش.
وتباشر النيابة التحقيق مع 83 متهماً آخرين في الوقت الذي قررت حبس 11 متهماً وإخلاء سبيل 22 آخرين من بينهم 9 قاصرين تم تسليمهم لأهليتهم بعد أن وجهت إليهم النيابة تهمة التجمهر والتعدي علي رجال الشرطة وإتلاف ممتلكات عامة وخاصة ومقاومة السلطات.
أكد مصدر أمني   أن عدد المصابين في صفوف الشرطة وصل إلي 51 مصاباً من بينهم 14 ضابطاً و37 مجنداً بالإضافة إلي 59 مصاباً من المدنيين تم نقلهم لمستشفيات الشرطة وقصر العيني والمنيرة لإسعافهم في الوقت الذي تم علاج بعض الحالات في المستشفي الميداني بميدان التحرير.
وكانت احداث محمد محمود قد شهدت إصابة جابر صلاح جابر “20 سنة” طالب بكلية الهندسة عضو حركة 6 أبريل بطلق خرطوش بالرأس والصدر وتم نقله في غيبوبة شبه تامة لمستشفي قصر العيني لعلاجه بالإضافة إلي سعد علي عواد مكاوي “59 سنة” مصور صحفي حر ومقيم بمدينة نصر والذي أصيب بانفجار في العين اليسري وقرر في التحقيقات أنه كان متواجداً بشارع محمد محمود لتصوير الأحداث ووقعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة قام علي أثرها المتظاهرون بقذف القوات بالحجارة وأثناء ذلك أصيب “بطوبة” في عينه تسببت في إصابته.
وعقب إعلان حركة 6 أبريل عن وفاة أحد أعضائها إكلينيكياً داخل مستشفي قصر العيني تجمع قرابة 150 شخصاً من أعضاء الحركة أمام المستشفي وقاموا باقتحامه ورددوا هتافات مناهضة للشرطة الأمر الذي دفع رجال الشرطة للانسحاب من المستشفي خوفاً من وقوع اشتباكات بين الطرفين لتقع الاشتباكات مع أفراد الأمن الإداري بالمستشفي.
ونجح الأمن الإداري بالمستشفي من السيطرة علي الموقف وإلقاء القبض علي عضوين بحركة 6 أبريل في  احداث محمد محمود الثانية وهما خالد أحمد سعيد “39 سنة” صاحب شركة لعب أطفال ببولاق وعبده عثمان السيد “23 سنة” بكالوريوس خدمة اجتماعية من عين شمس بعد تعديهما علي العاملين بالمستشفي وإصابتهم حيث أسفرت الأحداث عن إصابة محمد إسماعيل عبدالفتاح “29 سنة” بجرح قطعي بالرأس واشتباه ارتجاج بالمخ وأحمد سعيد عبدالكريم “54 سنة” بكدمة بالرأس وكريم جميل عبدالله “53 سنة” بجرح باليد اليسري.
عززت الشرطة من تواجدها بميدان التحرير عقب وقوع تعديات علي عدد من القيادات الأمنية ومنع سيارات الإطفاء من الوصول إلي مقر قناة الجزيرة المحترق وإخماد الحريق إلا أن القوات تمكنت من التعامل مع الأحداث وتمكين سيارات الإطفاء من إخماد الحريق في الوقت الذي تم تحديد العناصر المعتدية علي رجال الأمن وجاري استصدار إذن من النيابة بضبطهم وإحضارهم وتم تعزيز التواجد أمام المنشآت الهامة والحيوية لمنع الاعتداء عليها.

تعليق الصحفي والاعلامي ابراهيم عيسى على احداث محمد محمود وميدان التحرير الاخيرة في برنامج هنا القاهرة فيديو يوتيوب

1 comment
  1. ابواميرة 26/11/2012 12:44 -

    اللي بيحصل في مصر ده ناتج عن سياسةالاخوان وتخبطهم والايام سوف تثبت انهم فاشلين وغيرجديرين بحكم مصر التاريخ والحضارة

أضف تعليقاً