الصراع بين الرئيس محمد مرسي و خيرت الشاطر

يبدو أن الصراع المكتوم بين د.محمد مرسي رئيس الجمهورية وبين المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين سوف يخرج إلي العلن خلال الأيام القادمة فمرسي يريد بكل قوة أن يتخلص من عقدة “الاستبن” وممارسة مهامه كرئيس دولة دون تدخل من مكتب الارشاد بينما يريد خيرت الشاطر رجل الجماعة القوي والمسيطر الذين يلقبونه “الرجل الحديدي” مواصلة نفوذه علي جميع قطاعات الجماعة بما فيها الرئاسة انطلاقا من مرسي لم يكن يحلم يوما بالوصول للحكم لولا فضل الإخوان واستبعاد الشاطر نفسه من سباق الرئاسة لاعتبارات سياسية. ظل مرسي طوال خطاباته قبل وصوله إلي كرسي الحكم يتحدث بتقدير واحترام عن خيرت الشاطر ودوره ومشروع النهضة وأهميته لكن بعد وصوله للحكم اختفي تماما حديثه عن الشاطر ولم يذكر اسمه أمام وسائل الإعلام وبعدما نجح في عدة لقاءات دولية أصبح يسعي للتخلص من تبعية الجماعة ليمارس مهامه كرئيس جمهورية ورغم ان مرسي ضم في بداية وجوده في قصر الرئاسة عدداً من رجال الشاطر وفي مقدمتهم د.ياسر علي المتحدث باسم الرئاسة ود.أحمد عبدالعاطي إلا انه في اختياره لفريق مستشاريه ومساعديه رغم تدخل الجماعة في فرض أسماء بعينها وفي مقدمتهم د.عصام الحداد المسئول عن العلاقات الخارجية في التنظيم الدولي والمحسوب علي الشاطر مساعدا للرئيس لكن ذلك جاء بعد رفض الرئيس تعيينه رئيسا لديوان رئيس الجمهورية واختار السفير محمد رفاعة الطهطاوي كما انه رفض تعيين د.مراد علي المقرب من مهندس الجماعة في خطوة تمهد لتمرد قادم. هذا التصرف لم يعجب الشاطر الذي شعر ان مرسي بدأ يمارس دوره وكأنه رئيس فعلي فقرر علي الفور احراج الرئيس واظهاره في موضع الدفاع عن مدي قربه من الجماعة وكانت البداية عندما أعلن الشاطر انه يرفض اقامة مباراة السوبر بين الأهلي وإنبي تأييدا للألتراس بعد ساعات من تأكيد مرسي اقامة المباراة احتراما لهيبة الدولة ولم تمض سوي أيام قليلة وخرج الشاطر بالمفاجأة الأكثر قوة عندما أكد ان مشروع النهضة مجرد مجموعة أفكار وليس له أساس علمي وعملي حقيقي وهو ما احرج الرئيس وحزبه وجماعته وحرك المعارضة علي الفور لاتهام الرئيس بالكذب علي الشعب وخداعه كما ان اعتذار الشاطر لأمريكا عن اقتحام السفارة وضع الرئيس في موقف محرج خاصة انه كان مترددا في الاعتذار ليأتي ذلك بعدها بيومين. شهر العسل كل تلك الأحداث أنذرت بانتهاء شهر العسل بين الرجلين الأقوي بحكم السيطرة والمواقع في الجماعة وبالفعل بدأ الشاطر في فرض نفوذه وأعلن رفضه تولي عصام العريان القائم بأعمال رئيس الحزب رئاسة الحزب خلفا لمرسي فقط لانه محسوب علي جبهة الإصلاحيين داخل الجماعة وأحد الرجال الداعمين لمرسي بل وسعي بكل قوة لترشيحه مستشارا للرئيس لتسهيل مهمة الاطاحة به في الانتخابات المؤتمر العام للحزب خاصة ان العريان محبوب من أغلب قيادات الحزب ولا يقف أمام صعوده الذي يستحقه سوي غيرة خيرت الشاطر منه ومن اعتراف الجميع بقدراته وانه الذي يستحق أن يكون رجل السياسة الأول في الجماعة وبدأ الشاطر تجهيز رجله في مكتب الارشاد المهندس سعد الحسيني ليكون رئيسا لحزب الحرية والعدالة وأعد العدة لذلك فرد عليه الرئيس مرسي لافساد مخططه بتعيين الحسيني محافظا لكفر الشيخ ولكن لقوة الشاطر داخل الجماعة احتفظ الحسيني بموقعه في المكتب التنفيذي بالحزب رغم إعلان الجماعة علي لسان قيادتها أكثر من مرة رفضها ازدواجية المهام وانتقدوا عمل وزراء ومحافظ الحزب الوطني المنحل في السياسة لكن يبدو أن الجماعة ذاكرتها ضعيفة وتعتمد علي ان الناس في بلادنا مصابون بالزهايمر ورغم ذلك فان الشاطر مازال يرفض وصول العريان لرئاسة حزب الحرية والعدالة لمجرد انه يتمتع بقبول شعبي ومحسوب علي الرئيس مرسي ويعد الرجل الأذكي داخل الجماعة والأكثر قدرة علي التواصل السياسي وتنفيذ أجندته ويري ان تصاعد نفوذه تهديد له شخصيا. ويقول د.محمود عزام – الباحث السياسي – ان العريان اختفي تماما من الحياة السياسية بعد ترشيح د.سعد الكتاتني رئيسا لمجلس الشعب ثم ترشيح خيرت الشاطر للرئاسة ولم يظهر إلا بعد ترشيح مرسي وعقد أول مؤتمر جماهيري له في الجيزة لانه كان يري وفقا لمقربين منه ان قدراته ومجهوده لا يقدران لكن يبقي السؤال هل تساعد قدرات العريان في وصوله لمنصب يستحقه أم ان الغيرة تطيح به من الحياة السياسية لمجرد انه محسوب علي الرئيس؟ وترجع العلاقة بين مرسي والشاطر إلي عام 2003 بعد تعيين مرسي بمكتب الارشاد من قبل مجلس شوري الإخوان بتزكية من الحاج السيد نزيلي عضو شوري الجماعة الذي رأي تصعيده كأحد الدماء الجديدة التي لديها طموح ورؤية مختلفة عن رؤية جيل 65. وبعد وصول مرسي لمكتب الارشاد تشكلت علاقة صداقة قوية بينه وبين الشاطر حيث ذهب البعض لوصف العلاقة بين مرسي والشاطر بأنها علاقة زواج كاثوليكي وان مرسي يتحدث بلسان الشاطر وظهر ذلك خلال تحالفهما في انتخابات مكتب ارشاد الجماعة عام 2009 التي أطاحت بكل من محمد حبيب وعبدالمنعم أبوالفتوح ولقد استخدامه الشاطر في إنهاء تطلعات حبيب وأبوالفتوح معا خصماه اللدودان. لكن تسبب تكليف مكتب الارشاد لمحمد مرسي بإدارة الملفات الإعلامية والسياسية وقطاع القاهرة الكبري العديد من الملفات التي كان يديرها المهندس خيرت الشاطر أثناء وجود الأخير بالسجن في غضب الشاطر علي مرسي الذي لم يعود له فيما يتخذه من قرارات لكن بعد خروج الشاطر عاد مرسي يستجدي الشاطر الذي لم ينس لمرسي ما فعله فرشح المهندس سعد الحسيني لتولي منصب رئيس حزب الحرية والعدالة لكن مجلس الشوري انتخب مرسي رئيسا للحزب وعصام العريان نائبا له وسعد الكتاتني أمينا عاما وهو ما يخشي الشاطر تكراره في انتخابات الحزب الأخيرة خاصة بعد الشعبية الجارفة للعريان في أوساط أعضاء الحزب وهو من دفع بالكتاتني لخوض انتخابات رئاسة الحزب في 19 أكتوبر الجاري. ينفي مراد علي المسئول الإعلامي بجماعة الإخوان المسلمين وجود خلاف بين الشاطر ومرسي ويؤكد ان علاقتهما ممتازة وان الشاطر كان من أكثر الداعمين لمرسي في حملته الانتخابية. فيما قال ثروت الخرباوي القيادي الإخواني السابق ان مرسي بدأ يعمل مستقلا عن جماعة الإخوان المسلمين ويشعر بذاته بعدما حصل علي رضا أمريكا ولن يعود كمان كان في حضن الجماعة.. والإخوان أصبحوا يدركون ذلك فإن الشد والجذب والصراع بين مرسي وقيادات الجماعة أمر طبيعي والبركة في ماما أمريكا التي ستحصل عبر الإخوان أكثر مما حصلت عليه أيام مبارك.

3 comments
  1. كلامك كذب وافتراء وخيالك واسع ومريض

  2. كاتب ومحلل 18/10/2012 10:05 -

    عفواً ، الكاتب يحاول الخروج بفكرة لتشويه الرئيس وإظهاره أنه تابع لأمريكا، ولكنه لا يجد لذلك صياغة مناسبة إلا من خلال حبكة هزلية بابتكار تمثيلية الشاطر ومرسي .. يبدو أن الكاتب ضعيف جداً في قراءة آليات عمل الجماعة، وفي فهم سياستها ونظامها ، وفي قراءة خطوات عمل الرئيس خلال الفترة السابقة ..هذا مقال مصاغ من أجل العبارة الأخيرة فقط .. هذا غير شريف ..

  3. ابو محمد 13/10/2012 02:04 -

    هههههههههههههه
    مقالة رائعة من نسج الخيال
    ياراجل قول وغير ……..

أضف تعليقاً