التكفير..هدم الاهرامات.. فتنة المرأة وفوضى الفتاوى

التكفير والتكفير المضاد صار سمة من سمات المرحلة الحالية بعد أن بدأ الأمر وكأن القضية انتهت من خلال فتاوي الأزهر حول هذه القضية وهي فتاوي لا تجيز لأحد أن يكفر أحداً مادام ينطق الشهادتين..الجديد الآن هو حالة الفتاوى غير المسئولة والتي تأتي من شخصيات جديدة تقدم نفسها بصفات دينية.. كل الذي لم يكن يتوقف عن التصويت والتصحيح في غضون أيام قلائل خرج من يعلن أنه هو الذي فجر تمثال بوذا واعتبر ذلك عملاً دينياً يصل إلي الجهاد. ثم من أعاد القول القديم بأن المرأة فتنة وهدف الذين يريدون أن تشارك في العمل العام إفساد المجتمع وآخرون يكفرون الرئيس مرسي لأنه لا يطبق الشريعة وآخرون يكفرون الذين يكفرون الرئيس ثم من يكفرون المنسحبين من التأسيسية وعلي الجانب الآخر يصف كثير من الليبراليين التيارات الدينية بالتكفيريين فمن المسئول عن هذه الفوضي ومن الذي دفع الناس إلي التوسع في مثل هذه الاتهامات. يقول الدكتور محمد إبراهيم الشافعي أستاذ التفسير وعلوم القرآن إن ما نسمعه ونشاهده حالياً هو فوضي ثقافية لأن انعدام الثقافة الصحيحة يؤدي إلي هذه البلبلة المتضاربة وتخلق أهواء بتصادم بعضها البعض. ويضيف إذا رجعنا إلي الأصول الإسلامية والأخلاقية نجد أن لكل قضية حكمها الفصل فلو بدأت بقضية التماثيل فإن آخر رأي للعلماء المحققين في هذه القضية أن التماثيل لا تتعارض مع قضية التوحيد ولا تتفق مع الوثنية لأن الثقافة الصحيحة أوصلتنا إلي أن الاتجاه للأصنام كعبادة كانت في أيام جاهلية لاتعرف فيها الصحيح من الباطل ولا الحق من غير الحق أما الآن فالناس عرفوا أن هذا تمثال كرمز تاريخي وهذا ما ينبغي أن نذهب إليه في العصر الحديث حتي لا نجعل الإسلام يتعارض مع التطور الإنساني السائر في طريقه وليعلموا أنك لو أتيت الآن بشخص نصف مثقف وقلت له ما هذا لقال لك هذا تمثال مصنوع من مادة كذا وكذا. ويوضح قائلاً: بالنسبة لقضية المرأة فالقضية تحتاج إلي ثقافة لأن كل الآراء الحالية زائفة لا يمكن أن يقرها الإسلام فالمرأة مكانها في البيت والإسلام حدد دور المرأة بالمنزل مع زوجها وكما حدد الله للمرأة الفقه الإسلامي أوجب علي الزوج دوراً يقوم به بالنسبة للمرأة والأساس أن تبقي مربية لأطفالها في المنزل ولكن إذا كان الوقت يحتاج لخروج المرأة لوظيفة مدنية أو اجتماعية أو ثقافية فلا مانع لخروج المرأة محتشمة متأدبة بآداب الإسلام غاضة لنظرها ولباسها يتناسب مع الزي الإسلامي لأن المشكلة في ثقافة المجتمع عندما يتلقي المرأة في الشارع فانعدام الثقافة عند الرجال والنساء هو المشكلة. ويوضح أن النساء خرجن في غزوات مع رسول الله صلي الله عليه وسلم وكانت المرأة تقوم بمداواة الرجال في الحرب وأم سلمة كانت في صلح الحديبية وأخذ الرسول بمشورتها عندما توقف الرجال عن التحلل من العمرة فأشارت عليه أن يبدأ بنفسه فلما بدأ الرسول عليه الصلاة والسلام تبعه الصحابة والتاريخ الإسلامي مليء بمثل هذه النماذج. ويؤكد: إنه لا يجوز لمسلم أن يكفر أخاه المسلم لأن الحديث صريح “من رمي أخاه بكفر فقد باء بها أحدهما” أما أن يكون المرمي هو الكافر أو الرامي هو الكافر فأي إنسان يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله فهو مسلم ولكن الإيمان يزيد وينقص. ويشير إلي أن العلماء قالوا إن الكفر كفران وكبير وصغير ومعناه اللغوي التغطية فعندما لا أعترف بنعمة الله علي فهذا تغطية فإذا كان يقصد كفران النعمة ولا يعني الكفر المقصود أما إذا كان الكفران الكبير فهو عدم الاعتراف بالله أو بوحدانيته لذا فإن العلماء ينفون الكفر عن كل من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. الشيخ منصور الرفاعي عبيد وكيل وزارة الأوقاف الأسبق يدعو من يتكلم في القضايا الدينية أن يتمهل ويرجع للمتخصصين حتي لا يتعرض لغضب الله وغضب رسوله ولعنة المؤمنين فالذي يفتي في الإسلام بغير علم لا شك أنه ضال ومضل وهذا الشخص معلوم أن مصيره إلي النار لأنه قال في دين الله بغير علم. ويقول علينا أن ندرك أن الدين ليس لعبة الأطفال ولا الصغار وإنما الدين لله والدعوة إليه قائمة بأمره سبحانه علي ألسنة الصالحين من عباده الذين تعلموا وتعرفوا علي الحلال والحرام وحفظوا القرآن الكريم وقرأوا علوم الأولين والآخرين فهؤلاء أهل الذكر الذين أمرنا الله أن نرجع إليهم وأن نأخذ أحكام ديننا من ألسنتهم لأنهم عرفوا ودرسوا وقرأوا وفكروا واستنتجوا فعندهم قاعدة علمية يستطيعون أن يدلوا بدلوهم من خلالها وقد كان الإمام مالك يُسأل عن مائة سؤال فيجاوب علي عشرة أو عشرين ثم يكتب بخط يده “من قال لا أدري فقد أفتي” فكيف بهؤلاء أن يتطاولوا علي دين الله ونسألهم أأنتم أعلم أم أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم.. ألم يدخل سيدنا عمرو بن العاص إلي مصر وشاهد أبا الهول والأهرامات والتماثيل وأغض الطرف عنها وسكت؟ لماذا؟ لأن هذه حضارة أمة وميراث شعب من التقدم والمهارة الفنية والإسلام قد تمكن من النفوس فليس هناك من يعيد هذه التماثيل لذلك أبقي عليها عمرو بن العاص ومن معه الصحابة بل إن عمرو بن العاص هو الذي سمي الأقصر ذات القصور حتي صارت بعد ذلك الأقصر.. ان قيل هؤلاء رجال ونحن رجال نقول لهم هناك فرق فهؤلاء عمالقة وأنتم أقزام وفرق بين رأس شامخة في السماء بالعلم والإدراك والعقل ومعرفة المنهج الصحيح وبين عقل يعيش علي البوظة والحشيش والأفيون والكوكايين وصدق الله العظيم الذي يقول “أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلاً أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل أضل سبيلا”. ويضيف: نقول لمن ينادي بهدم الأهرامات وأبوالهول ارجع إلي تاريخك المعاصر لقد قام الجهلة بهدم تمثال بوذا ولم يستمعوا إلي نصح الناصحين وتوجيه العلماء الربانيين وهدموا التماثيل فكانت النتيجة أن قام البوذيون بشراء ما يزيد علي ثلاثة ملايين مصحف ورموها في الشوارع وتركوا الأطفال والجمال والبهائم يبولون عليها لماذا؟ لأنهم لم يقرأوا قول الله تعالي “ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم” وهناك مثل يقول دقة بدقة والبادئ أظلم. الدكتورة آمنة نصير الأستاذة بجامعة الأزهر تري أن الفوضي في الفتاوي واستخدام سلاح التكفير والعودة إلي الحديث القديم عن المرأة وأنها فتنة هو صدي لحالة الفوضي في كل شئ التي انتشرت بسبب حالة الحرية التي فوجئ بها المجتمع بعد تكميم طويل للأفواه فتحولت الحرية إلي فوضي لأنها بلا ضوابط. وتري أن مثل هذه الأمور من شأنها أن تستقر بعد استقرار المجتمع نافية أن يكون الأزهر قد خفت صوته أو تجاهل ما يحدث لكن الضوضاء الشديدة الحادثة والعدد الضخم ممن أصبحوا يتحدثون في كل شئ أخفي صوت الأزهر خاصة أن وسائل الإعلام تجري خلف كل من يثير ضجيجاً ويتكلم بكل ما هو غريب وبالتالي فلا تذهب إلي علماء الأزهر أصحاب الوسطية والاعتدال لأنهم سيقولون كلاماً عادياً إن صحح التعبير وهو كلام يتصور أصحاب الفضائيات لا يجلب زبائن تبحث عن الإثارة والغرابة والجدل والاشتباكات.

أضف تعليقاً