لماذا أنتقد الإخوان المسلمين ؟

قد ينزعج البعض من معارضتي الشديدة للحزب الحاكم أو لجماعة الإخوان صراحةً ، ومن حقهم أن يستفسروا عن هذا النقد اللاذع..

بالفعل أنا أنتقد الإخوان المسلمين الحزب الحاكم في الدولة ، بالفعل كما كنت أنتقد الحزب الوطني الحزب الحاكم في الدولة في عهد مبارك ، ولا أزايد حينما أقول أنني كنت نزيل أمن الدولة من عام 2005 بعد إنتخابات الرئاسة ودعمي لأيمن نور ، ولا أزايد أيضا حينما كنت أدعم الإخوان في انتخابات مجلس الشعب عام 2005 وانتخابات المجلس في عام 2010 ضد الحزب الحاكم ..

القاسم المشترك بينهم جميعا ، هو الحزب الحاكم ، فالحاكم إن لم يجد معارضة قوية للأخطاء من أجل التقويم ، لن يسير على الطريق السليم حتى وإن كان ظاهره أتقى الناس فلذة الكرسي تجعل وسوسة الشيطان أقرب ما تكون لأي حاكم مهما كان إسمه وإنتمائه

إن إنتقادي للإخوان المسلمين ولحزب الحرية والعدالة ليس إلا إنتقاد مبني على رؤية وعن مصدر ، فلا أتاجر بالشعارات ولا أتاجر بديني من أجل أشخاص ، وإن استندت في نقدي لمعلومة أو خبر ، جميعهم يعلم بأني لا أأتي إلا بمصدر موثوق منه ( من خلال جريدة معروفة أو من خلال فيديو ) ولا أجعل الفكرة مجرد تشويه للأخر بقدر ما هو إصلاح للأخر

من السهل جدا نشر الشائعات كما يفعل البعض وبكل أسف الحزب الحاكم يفعله ، بتلفيق أي تهمه لأي شخصيه تعارضهم والإستناد إلى جريدة غير معترف بها أو نشرها على صفحة من أكبر الصفحات التي بها أكبر عدد ممكن من المتابعين ليزيد عملية النشر من شخص لأخر وتنتشر الشائعة لتشويه الآخرين وأنا أرفض تلك الممارسات التي أعتبرها طفوليه فليس هكذا ننهض بمصر

نقدي اللاذع مبني على وعود وتعهدات أقر بها رئيس الجمهورية الذي لم أنتخبه وقد فاز بـ 51% من اجمالي من صوتوا في الانتخابات الرئاسية ووضع التعهدات من خلال رؤيه له أو لجماعة الإخوان وهم يعلموا تماماً أن مصر خرابة بعد فساد عمره 30 سنة ولكنهم علقوا الأمال بأذهان المجتمع المصري بأنهم قادرين على إيجاد العصا السحرية لكل هذه المشكلات وحلها تحت قيادة الرئيس

أنقد الرئيس وسأظل أنتقده حينما أراه يسير على طريق خطأ وأشكره حينما أجد منه ومن حزبه ما يُشعر المواطن المصري البسيط أنه أصبح (بني آدم) من حقه أن يعيش مستورا وتضمن له الدولة حياة كريمة كما تفعل الدول التي تحترم شعوبها

أنقد الحزب الحاكم لأني أحلم بدستور فعلي يضم كل المصريين على أساس متوازن كما وعدنا الرئيس قبل بداية ولايته بأنه سيحل الجمعية التأسيسية وسيعيد تشكيلها على أساس متوازن ليحقق الخير لمصر جميعا وهو ما لم يفعله ويتم الأن تمرير الدستور كما يحلو للجماعة أن يكون

أنتقد الحزب الحاكم لأننا قمنا بثورة من أجل إنهاء الديكتاتورية والإعلان الدستوري الأخير يقوم على الديكتاتورية وعدم إحترام القضاء الذى لا سلطة فوقه سوى رب العالمين

أنا وإن كنت أختلف مع الرئيس وحزبه وجماعته كثيرا ولكني لا أقبل المساس بكرامتهم كأشخاص ، فأرفض وصفهم (بالخرفان) أو (القطيع) كما يحلو للبعض وصفهم ولكني مسلم ومن شريعتي أني أسير على طريق الآية الكريمة (ولقد كرمنا بني آدم) ، نعم أنتقد فكرة السمع والطاعة بلا تفكير ولكني ضد الإساءة بالوصف للأشخاص

أنا ضد أي عمل همجي لحرق مقرات أو الإعتداء على الأشخاص أو الممتلكات لأنه يخرب بيتي وبيتك يؤذي ابني وابنك يشوه صورة بلدي وبلدك

إننا جميعا متفقون على أننا نحب مصر ونرفض رفضا تاماً أن تكون التخوين هو سمة المجتمع ولكن يجب أن نتفق أن يحترم الحاكم محكومة وأن يسمع منه لا عنه حتى يقومه

دعونا لنتعايش ولا يزايد أحد على الأخر بانتماءه السياسي أو بانتماءه الديني فالسلفي مصري والاخواني مصري والليبرالي مصري والمسيحي مصري والعلماني مصري وحزب الكنبة مصري ، كلنا تجمعنا كلمة وطن وبكل أسف تفرقنا الانتماءات الذائفه وتزيد بيننا العداوة والبغضاء

أحلم ببلدي تنهض بالفعل لا بالكلام

طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا

أضف تعليقاً