أحمد التايب : يكتب يا أيها الإخوان احذروا

أحمد التايب يكتب يا أيها الإخوان احذروا

بعد ثورة عظيمة أبهرت العالم بنقائها وببراءة شبابها جاءت أكبر قوة منظمة على الساحة السياسية وهى جماعة الإخوان المسلمين، وأمسكت بزمام الأمور، وأمسكت براية الثورة، وتقدمت الصفوف، وأعطتها مصر الثورة وثوار مصر القيادة، بعدما وافقت على أن يكون أول رئيس بعد الثورة إخوانى، وأول دستور بمراعاة الإخوان ومجلس شورى إخوانى قائم بأعمال مجلس النواب فى مهامه، وكذلك حكومة إخوانية.

فإذا كنتم بالفعل أنشئتم الجماعة من أجل خدمة مصر، وتعرضتم للسجن والاعتقال، وعانيتم من الظلم والتعذيب، واتخذتم من السرية، والتنظيمات والمليشيات العسكرية والأفكار الملتوية، قبل الثورة، فهذا جائز لأن طبيعة الأمور وظروف البلاد كانت تحتم ذلك، فأنتم ليس فى حاجة لذلك بعد وصولكم لحكم بلد تاريخه 7 آلاف سنة، فها هو الشعب يعطيكم الفرصة، ويفتح لكم يديه مرحبا بخدمتكم.

فيأيها الإخوان غيروا من فكر الجماعة بما يتناسب مع الظروف الراهنة، فأنتم الآن فى المقدمة، وفى العلن والنور، فكان من الممكن قبول هذا الفكر قبل الثورة وأنتم محظورين وتعملون فى الظلام وتحت بير السلم كما يقولون، وتناضلوا وتجاهدوا من أجل كام كرسى فى مجلس الشعب، كل خمسة سنوات.

ولهذا يجب عليكم اليوم قبل الغد، ترك الرئيس لأداء مهمته التى كلفه بها الشعب، والثورة والثوار، لأن ما يحدث الآن من تأثير الإخوان على الرئيس فى القرارات لأمر جلل، فلا تتحدثوا باسم الرئيس، ولستم فى حاجة الآن للأعمال السرية، والتنظيمات السرية والدولية، ولا مكان للخلافة الإخوانية التى تريدونها تحت شعار عودة الخلافات الإسلامية، وكفاية العمل المخبراتى من عقد الصفقات فى السر، وإدارة الأمور بشكل سرى ومخباراتى، وإياكم من الخلايا النائمة فى مؤسسات الدولة لا فى الجيش ولا غيره، وأن يكون الرئيس هو العضو التنفيذى للفكر الإخوانى، ولا داعى للتنظيمات الدولية وخاصة بعد وصولكم لسدة الحكم ومعرفتكم بأسرار الدولية فتتبعثر هذه الأسرار لدى التنظيمات الدولية، وتضيع مصر معها، فلا مكان الآن للمليشيات العسكرية.

ولا تكذبوا على شعب صوت لكم وصدقكم، ولا تخونوا شعبا آمنكم على مقدراته ومستقبل أجياله ولا تظلموا شعبا عانى من ظلم الحكام ولا تغدروا بثورة بدونها كنتم فى الجحور، ولا تنسوا أنكم جزء من الثورة لا كل الثورة، ولا تحرقوا مصر فمصر تحرق من يحرقها، ولا تغفلوا التاريخ حتى لا يرميكم فى مزبلته.

أضف تعليقاً