تعذيب واغتيال محمد الجندي تكريساً لدولة الاستبداد الاخوانية

فضيحة مدوية تشهدها مصر الان وخاصة بمقتل الشهيد محمد الجندي وفي الحالة العادية وفي اي دولة تقدس النفس البشرية كانت ستقوم الدنيا ولن تقعد لكن حالة التبلد العامة والاستسلام والرضا بالامر الواقع على مستوى الشارع او في الساحة السياسية وسكوت مطبق وغريب عن اغتصاب جماعة الاخوان للدولة وكل انتهاكاتها ضد معارضي الدكتور محمد مرسي الذي لا تكفي كل ما يقع من احداث لاسقاط شرعيته فقط بل يضعه تحت طائل القانون ويجب مسائلته عنه .

الفضيحة فجرها المواطن هشام البحيري والذي ادلى باقواله امام نيابة قصر النيل حول قتل الشهيد محمد الجندي وقال انه كان متواجدا في معسكر الجبل الاحمر بصحبة مجموعة من اصدقائه المنتمين الى جماعة الاخوان المسلمين والذين اصطحبوه معهم لتوثيق وتسجيل اقوال الشباب والمواطنين المقبوض عليهم ومن بينهم اطفال ، وقالوا له انهم مأجورين من جبهة الانقاذ الوطني ومن شخصيات عامة كالبرادعي و عمرو موسى و حمدين صباحي ، وفي معسكر الجبل الاحمر ، شاهد هناك الشهيد محمد الجندي والذي تم تعذيبه بشكل وحشي وقام احد الضباط المتواجدين هناك بالانفراد به من اجل التلذذ بتعذيبه لان محمد الجندي لم يسكت على اهانة الضابط له ورد عليه عندما سب امه واضاف انه اصيب بصدمة والم من مشاهد التعذيب التي رآها وبقى منزويا خلال تواجده في معسكر الجبل الاحمر وهو يشاهد كم الانتهاكات ضد مواطنين ابرياء ، ومن بعدها قرر الانفصال عن اصدقائه من الاخوان   .

وقال هشام البحيري انه لم يكن يعرف محمد الجندي ولكنه تعرف عليه بعد ذلك عندما تحدثت والدته الى وسائل الاعلام وتمت اذاعة صورته وفوجئ من كم الاكاذيب التي اطلقتها جماعة الاخوان المسلمين ومسئوليهم ومن بينهم وزير العدل المستشار احمد مكي الذي قال ان وفاة محمد الجندي كانت نتيجة حادث سيارة ، رغم ان النيابة لم تنتهي بعد من التحقيقات وايضا استفزه تصريحات رجال وزارة الداخلية عن موت محمد الجندي في حادث سيارة ووقتها قرر الحديث والادلاء بشهادته .

وظهر هشام البحيري على شاشة قناة دريم مع الاعلامي وائل الابراشي بعد ان حكى هذه الواقعة الى الاعلام لان حياته اصبحت مهددة الان ، وخاصة انه معرض للتصفية من رجال الاخوان لانه الشاهد الوحيد الان على واقعة تعذيب محمد الجندي .

و محمد الجندي شاب يبلغ من العمر 28 عاما كان يعمل كمرشد سياحي وكان ناشط سياسي ومشارك في ثورة يناير 2011 من بداياتها ، وتم اختطافه من ميدان التحرير واختفاءه بدون اي اخبار عنه يوم 27 يناير 2013 ثم ظهر بعدها بثلاثة ايام يوم 30 يناير في مستشفى الهلال برمسيس ، وقال اصدقائه الذين زاره قبل وفاته وشاهدوا اثار التعذيب على جسده وهي اثار شنق بحبل حول رقبته ، اثار الصعق بالكهرباء على لسانه ، الى جانب وجود كسر بثلاثة اضلاع امامية بصدره ، وكسر في الجمجمة ادى الى وجود رشح ونزيف بالمخ ، وقطع غائر في الرأس نتيجة الضرب بالة حادة ، واثار كي على ظهر وبطنه واقدمه بمكواة  .

ورغم كل اثار التعذيب الا ان المستشفى حاولت لملمة الواقعة وكتبته في تقريرها المبدئي انه وفاته ايضا بسبب حادث سيارة لن عائلته واصدقائه رفضوا السكوت عن الظلم وطلبوا تشريح جثته لبيان سبب الوفاة الحقيقي .

 

وشهادة هشام البحيري لا تكمن اهميتها فقط في كشف حقيقة وفاة محمد الجندي ولكنه ايضا تفضح مدى تعاون جماعة الاخوان مع وزارة الداخلية والتي تسمح لاعضائها بدخول معسكرات امن الدولة وحضور حفلات التعذيب ، وربما ايضا تثبت مدى صحة الاقوال المتداولة عن مشاركة اعضاء الاخوان في التعدي على المتظاهرين امام قصر الاتحادية وفي ميدان التحرير والمحافظات الاخرى وارتدائهم لزي رجال الامن بموافقة وزير الداخلية محمد ابراهيم ، الى جانب فضح مدى وقاحة موالي الاخوان من المسئولين الذين برروا الظلم وعلى استعداد للكذب في اي وقت لخدمة الجماعة ولا يسعنا تجاهل الاجهزة التي باتت تخدم الدولة بشكل كبير في الاعلام والقضاء والشرطة .

ثارت تونس في 2011  بسبب اهانة الشرطة للمواطن محمد البو عزيزي وقيام شرطية بصفعه وقام بسبب ذلك باحراق نفسه ، وخرجت الملايين في تونس كلها مرة اخرى ضد حكم الاخوان والنهضة بعد مقتل شكري بلعيد على ايدي ميليشيات الجماعات الاسلامية هناك  ، وجماعة الاخوان في مصر تقتل كل يوم وتعذب وتسحل ومازال البعض يفضل ان يكون قوادا ويقول اعطوا للرئيس محمد مرسي فرصة او يتحدث عن شرعية الرئيس المنتخب او اللجوء للحوار ، ما حدث لـ محمد الجندي فاجعة ومأساة ويمكن ان تصبح انت او ابناءك عرضة له في ظل تلك السلطةالاستبدادية لذا اذا قبلت ذلك فموتوا بخزيكم وعاركم

أضف تعليقاً