مصر التي في خاطري وفي دمي

منذ فترة ليست بالبعيدة توقفت عن الكتابة لظروف تتعلق بحرية الكلمة المزعومة ولضغوط تمارس من هنا وهناك وأثرت الإبتعاد عن تلك الساحة الى ان يسمح بممارسة حرية الكلمة المسؤولة بحق طالما انه يخضع لتقييم اخلاقي مبدئي وتقييم مهني احترافي الإ ان الإنتماء الوطني للعروبة والإسلام دفعني دفعاً للرد على مقال لكاتب قطري تطاول فيه على مصر وكالعاده تتثاءب السفارات المصرية في معظمها وينام مستشاروها الإعلاميون بعيداً عن تلك الصورة أو هذه المواجهة ونتصدى لها نحن ممن كانت لمصر عليهم فضل الأم الحنون والعشق الدائم للمعشوق.
وأقول لأخي الكاتب أحمد علي عضو مجلس إدارة صحفية “الوطن القطرية” قرأت مقالك وتابعت ما كتب تعقيباً على مداخلتك التي اسأت فيها لمصر كما تابعت التعليقات التي كتبها العرب رداً عليك ولن اضيف على ما قيل ولعلك علمت كيف يدافع العرب عن مصر امهم نبض العروبة والشرف والكرامة تلك الدولة القابعة في نبض وكيان كل عربي قبل ان تقبع في كيان المصريين انفسهم .
ولكن دعني انافح عن شرف المهنة مهنة الصحافة واحيلك لتعليق الأعلامية امال فهمي مع الإعلامي خيري رمضان وهي تلقن جيل هذا العصر أخلاقيات المهنة وساعيد عليك ما كتبت ” ربما نلحس جزمة أمريكا كما تزعم لكننا لانسمح لها أن تدوس بجزمتها على رؤوسنا كما تفعل بكم مقابل حصولكم على مساعداتها المالية المشروطة” أي اعلام ناقد وفكر راقي تنشد ايها الصحفي القدير اسمح لي لو صدر هذا المقال عن هاوي يتكسب من السباب واللعان للوصول لمراتب عليا تطبيقاً لمبادىء انعدام القيم لكان الأمر هيناً ولو صدر من شخص غير قارىء للحضارات وتاريخ الشعوب لنظرنا في سند يعذره وان كان التدني في استخدام اللغة ينافي اول مبادىء الإسلام أما وانه صدر من صحفي وعضو مجلس ادارة صحيفة يفترض بها انها تحترم قراءها وتنقي مسامعهم عن هذه البذاءات فهذا عجب عجاب لكي الله يا قطر..
ايها الصحفي القدير يا من تقول انك تكن المحبة والتقدير لمصر وتقول انك تعلمت في مصر وعشت سنوات جميلة بها ثم تقول مخاطباً شعب مصر وحضارتها التليدة قائلاً “ماذا صنعتم أنتم غير أقراص الطعمية؟” وانا لن اجيب عليك بكلمات ومشاعر عاطفية ولكن الواضح ان عملك في مجلس ادارة الصحيفة جعلك غير متابع لإنجازات اقراص الطعمية في الحاضر وليس الماضي واحيلك للمتصفحات الإلكترونية لتعلم انجازات ابناء مصر وحضارتها وتعلم قيمة شعبها وحضارتها المتجدده في العلوم قاطبة هذا على الرغم مما يمرون به من ظروف سياسية صعبة منذ سنوات عضال بعضها من حكامها وآخرى لإضلاعها بمهامها ومسؤوليتها الرائدة في قيادة مقدرات الأمم ايها الصحفي القدير واعلم ان تحت الأقلام سنان ورماح ولست انت من تجيد استخدام الأقلام وتطويعها في السب والهجاء فانت اعلم باقلام مصر الشريفه وهامات كتابها واعلامها وتعلم انه لو طلب من اطفال المرحلة الإبتدائية هجاء وقدح فيك لوفت اقلامهم حرقة الشعب المصري على نبل اخلاقك ودماثة كرمك بعد ان عشت على ترابه وأكلت من خيرها وامنك اهلها على نفسك وتعلمت في جامعاتها وتتلمذت على ايدي استذتها ثم يكون هذا جزاء الوفاء منك اليها فلا عيب ولاندم لأن الأصيل يبقى اصله رائد بين الأجيال فانظر ماذا صنعت بنفسك وكم من قلمك هجاك من العرب قبل المصرييين وكم لعنة لاحقت ثوبك الذي تدعي محبته وعفته للعرب والعروبة.
واخيراً اقول لك من منطلق المهنية لقد اخطأت اخطاء كثيرة اعددها لك وهي التخلي عن اخلاقيات الإسلام فالمسلم ليس سباباً ولا لعاناً ولا قداحاً في أعراض المسلمين فما بالك وقد اغتبت امة باأسرها فاي اعتذار يقبل منك، شوهت العلاقة بين مصر وقطر لمصالح شخصية فاي محبة تتشدق بها وفي النهاية اقول لك ليس بسب الحضارات ينال المرء الكرامات وانما الأمم الأخلاق ما بقيت فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا فتب الى الله وعد الى رشدك وانثر عنك غيك وظلمك فالظلم ظلمات يوم القيامه

أضف تعليقاً