احنا بنهدي النفوس

الجملة في تكوينها تبعث الراحة والاطمئنان في مجملها ولكنها تحمل شقين بالنسبة للشخص فاما فعلا تهدئة لخمد نيران وقيعة أو فتنة واما النفخ في النار لزيادة اشعالها ومن هؤلاء الاشخاص يوجد الكثير وانا شاهد عيان علي هذا الصنف لما حدث لي شخصيا منذ أيام قلائل فقد خرجت مع أحد زملائي الأقباط لنذهب سويا الي الاعتصام الموجود أمام ماسبيرو لأني شخصيا رافض فكرة هدم الكنيسة لأن دور العبادة لها قدسيتهاالكاملة وكل شخص غيور علي دينه وأنا شخصيا لا أقبل مجرد ايذاء للمساجد تحت أي وضع ووصلنا الي هناك ورأيت مسرح يقف عليه بعض الشباب المسيحين والمسلمين في ترابط مرددين شعارات أخوة ومحبة وفجأة دخل أحد الأشخاص وأميك بالمايك وظل يتكلم بصوت يشبه الصياح بأن شهداء المنشية وصلوا الي عشرين شهيدا ويحثهم علي الثأر للشهداء فقمت بعمل مكالمة لاتاكد من صحة كلامه ووجدت أن كلامه مبالغ فيه ولم يكتفي هذا الشخص بذلك بل ظل يردد شعارات ضد الجيش واتهامهم بالتواطؤ وهم يرددون خلفه فقلت لصديقي ان هذاالشخص غريب في تصرفاته ويبغي الاثارة فقط ووافقني صديقي القبطي علي ذلك وبعدها استاذنت في السماح لي بالانصراف لأني غير راض عن ذلك وانصرفت وأنا افكر في هذا الشخص وما هي هويته ودوافعه ومرت الايام تباعا حتي خرجت يوم الجمعة الماضية في ميان التحرير لدعم الوحدة الوطنية وكنت مسرورا بما أراه من تكاتف ووحدة وذهبت انا وزملائي الي مقهي بجوار الميدان للراحة والرجوع مرة أخري وعند دخولي هذا المقهي رأيت هذا الشخص ذاته الذي اعتلي المسرح يجلس مع بعض الشباب والبنات ويلعب الطاولة وصوت ضحكاته تصل الي عنان السماء فتركت اصدقائي وتقدمت منه وربتت عليكتفه فنظر لي فقلت له كيف حال الشهداء في المنشية فنظر لي مذهولا محاولا الانكار فتبعته بسؤال اخر لماذا تترك اخوانك في الاعتصام وتجلس هنا لتلعب الطاولة فرد متلعثما حضرتك مين فقلت له ياأخي حرام عليك من اجل مصر كفاية كده واتقوا الله وتركته وانصرفت وهو ومن معه يتابعني بنظراته وأستأذن في الانصراف مسرعا من المقهي هو ومن معه وسط نظرات الجالسين الذين تابعوا الحوار هؤلاء هم الذين نقصدهم بتهدئة النفوس الذين يتدخلون في كل اعتصام واضراب ومظاهرة وشغلهم الشاغل هو الاثارة واشعال النيران والتخريب واثارة الفوضي فيا شعب مصر احذروا هؤلاء وفكروا ألف مرة قبل أن تقبلوا علي أي شيء فكروا في مصرناالحبيبة وفي امنها وعودة استقرارها هم لا يريدوها كذلك يريدونا دائما أن نعيش في فزع ورعب يريدونا أن نترحم علي النظام السابق وأمجاده وأظن أن شباب مصر الناضج الذي ولد يوم الثورة قادر علي مواجهة هؤلاء واجبارهم علي العودة لمخابئهم والمضي قدما الي الأمام من أجل هذا الوطن الحبيب والعزيز مصر

أضف تعليقاً