السلفية على خطى النازية

ثمة تشابه حقيقي بين الدور السياسي للسلفيين حاليا في مصر، وما فعله النازيون في ألمانيا خلال فترة بين الحربين، تشابه ظهرت معالمه في سلوكيات سياسية أثارت الهلع قبيل الاستفتاء على تعديلات الدستور وبعده، وبلغت أوجها مع تصريحات الداعية محمد حسين يعقوب في مسجد بمنطقة إمبابة الشعبية بالقاهرة، قال فيها :” الدين هيدخل في كل حاجة، مش دي الديمقراطية بتاعتكم، الشعب قال نعم للدين، واللي يقول البلد مانعرفش نعيش فيه إنت حر، ألف سلامة، عندهم تأشيرات كندا وأمريكا”.

وتابع:” القضية ليست قضية دستور.. انقسم الناس الى فسطاطين، فسطاط دين فيه كل أهل الدين والمشايخ، كل أهل الدين بلا استثناء كانوا يقولون نعم، الاخوان والتبليغ والجمعية الشرعية وأنصار السنة والسلفيون، وقصادهم من الناحية التانية ناس تانية.. شكلك وحش لو ماكنتش في الناحية اللي فيها المشايخ”.

انتهي كلام يعقوب لكن تبقي نقاط اتصال بين خطابه المعلن وبين نظيره النازي أهمها:

1- الديمقراطية وسيلة مؤقتة تنتهي بالوصول الى الحكم:

لا يؤمن السلفيون بالديمقراطية، وهناك أطروحات عديدة لرموزهم تؤصل لهذه الفكرة، والبديل من وجهة نظرهم هو الشوري، لأن السلطة مصدرها الحاكمية، التي هي لله، أما الديمقراطية فمصدرها الشعب، و باعتقادهم أن الشعب غير مؤهل أن يكون مصدرا للسلطة لأن شهواته تتحكم فيه بينما الله مقدس ومنزه عن الهوي.

يرفض السلفيون الديمقراطية أيضا لأنها قائمة على التعددية، والمساواة، وفي نظرهم ليس معقولا أن يتمتع قبطي على سبيل المثال بنفس الحقوق السياسية للمسلم.

هذا الاجتهاد وجد في المقابل من يفنده من علماء السنة، ومنهم الشيخ القرضاوي باعتبار أن الديمقراطية تطور دنيوي لمبدأ الشوري، وأن الإسلام أقر المساواة في الحقوق، وأن مبدأ الحاكمية الذي أقره سيد قطب نوع من الحكم الثيوقراطي الذي يجعل الحاكم ممثلا لله في الأرض ويعزز الاستبداد.

الكفر بالديمقراطية لم يكن ينتظر تصريحات يعقوب ليظهر للعيان، فسبقه بأسابيع الشيخ أحمد فريد مصرحا أن الديمقراطية حرام ولم نخرج في المظاهرات لأنها مختلطة، ويمشي فيها النساء، وفي التصريحات نفسها لم ينكر عزم الكتلة السلفية على تأسيس حزب سياسي.

فعل النازيون ذلك أيضا،استغلوا مشاعر الإحباط المترتبة على معاهدة فرساي وجرح كرامة الألمان بعد الحرب العالمية، كون انتون دريكسلر والصحفي كارل هارير حزب العمل الألماني وبعد انضمام هتلر غيروه الى حزب العمل الاشتراكي القومي الألماني، وأبدي الأخير كفره بالديمقراطية وحاول الانقلاب على الحكم وفشل، الى أن نجح عبر صناديق الانتخابات في تحقيق غرضه عام 1933، وانتهي ديكتاتورا مستبدا تسبب في أنهار من الدماء حول العالم.

الكفر بالديمقراطية من قبل السلفيين ليس معناه أن يواجهوا بكفر مماثل ويحرموا من الاندماج فيها، على العكس يجب احتواؤهم في اللعبة بشرط الالتزام بقيودها وقوانينها، فهناك في إسرائيل مثلا كتل سياسية أصولية لكن اللعبة تحتويهم والقوانين تلزمهم بعدم الانقلاب عليها.

2-الإقصاء:

مثلما أقصي هتلر كل الأجناس السامية عن اللعبة السياسية وربما عن الحياة، هاهو الشيخ يعقوب يطالب المعترضين على نتيجة الاستفتاء بالرحيل عن مصر، وما قاله ليس زلة لسان بل يعبر بصدق عن الخطاب السلفي الكافر بالتعددية، باعتبار هم حزب الله، أو الفئة المحافظة على سنة النبي وشرع الله.

فالحزب النازي المتحكم والساعي لإعادة أمجاد ألمانيا هو المعادل الموضوعي لحزب “المشايخ” من أبناء السلف الداعي لإقامة الدولة الدينية على أسس إيمانية جديدة.

3- النص المقدس:

في سيرته الذاتية على موقع ويكيبيديا، يقول يعقوب الحاصل على دبلوم المعلمين إنه منح إجازات عديدة في العلوم الشرعية من مشايخ سلفيين، ومنهم الشنقيطي وابن باز وأبو بكر الجزائري والعثيمين، هو عضو في تيار يرفع اجتهادات المشايخ لمرتبة القداسة، يخلط بين قدسية النص الديني واجتهادات البشر الفقهية، ويصبح الجميع أسري لاجتهادات القدامي، فما قاله ابن تيمية عن نظم الحكم مثلا يصبح سيفا مسلطا على رقاب الأتباع لا يجوز مخالفته.

هكذا فعل النازيون مع تعليمات هتلر، قال شعارهم” فوهرر واحد رايخ واحد أرض واحدة”، و عند السلفيين ” دين واحد مشايخ وحيدون.. أرض واحدة لا تتسع لمخالف في الرأي”.

4-تعطيل المرأة:

المرأة عند السلفيين مكانها المنزل وخدمة الرجل، كائن معطل وراء النقابن منبع الفتن والإغواء، الأصل هو تعددها وجمع الحد الأكبر مما يتيحه الإسلام، لا مكان لممارسة المرأة حقها السياسي أو القيادي، تهكم البعض عليهم مع إعلانهم خوض غمار السياسة بقوله، نطالبكم بتقديم إقرار الذمة الزوجية” أولا. وكذلك كان النازيون، كانت مهمة المرأة خدمة الرجل النازي والتفرغ لإنجاب نازيون جدد، لكن ربما كان الاختلاف هو عدم إيمانهم بالتعدد الزوجي.

بعد ازدياد موجة الغضب على تصريحات يعقوب مارس نوعا من التقية السياسية،

وقال إنه “كان بيهزر” وأنهم( السلفيون) أناس يبحثون عن الجنة فقط، ونحن بدورنا نسأله إذا كان هزله بهذه الطريقة فما هي نتيجة الجد.

4 comments
  1. الاحسام الاحمد 10/05/2011 11:26 -

    أنا من أرض مكة المكرمة وأقول إن صاحب هذه المقالة كذاب أشر ومدلس قذر وسفيه فارغا بطِر أقول له إن مصر أرض إسلام رغم أنفك وأرض يُحكمُ فيها شرع ربك رغم أنفك عليك وعلى كل من يعيش فيها فنحن نريد الجنة ولن ندخل الجنة إذا تركنا أمثالك يتكلمون في شؤون الناس ونضل نحن صامتين ومعنا هذا الدين بل نحن أجدادنا صلاح الدين وعمر بن العاص وأبوا بكر ونحن سادة الامم لاكن الله أمرنا بالتواضع ولو أمرنا الله بحرق العالم لأحرقناه ولاكن الله أمرنا ببناء الارض والاخلاص له ولإحسان للناس وحب الحياة في طاعته وهداية خلقه لما هدانا إليه أما المرأة عندنا يا جاهل فنحن الذين قلنا أن وراء كل رجل عظيم إمراه عظيمه سواء كانت أمه الرحيم أو زوجته العطوف أو أخته الكريمة أو أبنته الغالية وأن كان الرجل ينتج المال والتقدم فالمرأة هي التي تنتج الانسان فأيهما أهم لكن أقول أن الدور تكاملي وأن من الافضل لو ضل كلا في مكانه والامر واسع ونحن اللذين قلنا أن المرأة نصف المجتمع وهي التي تُعد النصف الاخر من المجتمع أما بشأن النازيه أو غيرهم فيا مغفل نحن المسلمين لا نتبع الضالين أو المغضوب عليهم في شيء مثلك بل نأخذ المفيد فقط ونعدله ونطفي عليه الصبغة الإسلامية و هم من يحسدونا عل منهجنا الراقي والقوي والثابت فنحن أصحاب منهج إلاهي لا منهج شهواني إنساني مثلهم ومن تبعهم مثلك وأخيرا أقول أن تطاولك على العلماء ورموز الصلاح والدين يعرضك للفكر والنار إن لم تتب كما صح هذا في الاحاديث والقران وأخيرا أقول قسوة عليك يا أبن النيل لتعلم ما اقترفت يداك وعلم أن يوم الحساب ليس ببعيد وأن عذاب القبر لقريب وأن المنافقين في الدرك الاسفل في النار فرجع وعد للعزيز الغفار وتب إليه فهو الرحيم الستار وأسأل الله أن أراك في الجنة مع الابرار بعد أن تترك طريق الفجار والسلام عليك و من قبلك للرسول المختار .

  2. مواطن 03/05/2011 00:41 -

    يا جماعة السلفية ليست هتلرية ولا شيطانية بل هي اتباع هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم والسير على نهجه القويم اما السياسة الوسخة فليست مطمحا لها ولا لاتباعها والسلف ينظرون للحكم انه مسؤولية عظيمة وليس غنيمة واما جلوس المرأة في بيتها فمن باب احترام ذاتها وصونها من دنس الرذائل فالمرأة عند السلف فهي المكرمة اما وبنتا واختا وزوجة حبيبة لاخادمة مهانة فهي الدرة النفيسة ولقد قال الله تعالى(وقرن في بيوتكن ولاتبرجن تبرج الجاهلية الاولى) وهذا فعل امهات المؤمنين رضي الله عنهن فهل ذلك احتقار للمرأة !؟ وهل تعب المرأة في العمل المضني كالرجل تكريما لها بل ان الذين ينادون بتحرر المرأة ليشفقون على بناتهم عندما يرونهن مثقلات بأعباء العمل ومجاراة متطلباته شعورا منهم بالفطرة انهن ظلمن بذلك الجهد الشاق

  3. أرجو من حضرتكم قبل التجريح في أي أحد تجميع كافه المعلومات الكافيه قبل التهكم علي أحد وأن كنا نقول ان الثوره غيرت مصر كلها بس الظاهر انها غيرت مصر كلها ماعدا الأعلاميين (أنا اسف)ولو كنا بنقول ان المفروض مصر كلها ايد واحده ونحن نسعي ال أذابه الفروق فأنتم كأعلاميين أول من يسعي الي الفتنه بين طوائف الشعب والسلفيه لم تتبني معظم ما قلت وأرجو منك الجلوس الي المتحدث الرسمي أو الي بعض المشايخ حتي تتضح الرؤيه لك والله يهدينا وأياك الحق

  4. لاتلاتلا 02/04/2011 14:55 -

    صح هذا الكلام كله صحيح
    ان النساء البلهاء يذهب رجالهن من البيوت لمجالس السلفية ثم يعودون للتنكيل بهن وكانهن ادوات الشيطان اللتي تسببت في جعلهم على الارض واخراجهم من الجنة رغم ان الله قال في الاية ( فاكلا منها ) اي الاثنين وقال فوسوس لهما الشيطان لكلهما وليس لحواء اولا وان الرسول الكريم قال ان الشيطان يجري من ابن ادم مجري الدم . ان السلفية ما هي الا نازية تهدر كرامة المراة ولا فرق بينهم وبين التلمود عند اليهود فهم صهاينة متاسلمين .

أضف تعليقاً