تعويذة قراصنة الثورات من السلفيين واخوانهم

ساحر ليبي يهدد بتسخير الجن لهزيمة قوات التحالف باستخدام تعويذة المربوط الليبي وريح صفراء تحمل غبار الموت.. وفي مصر يستخدم مشايخ التيارات الدينية المتشددة تعاويذ مماثلة للترهيب والتخويف والترويع لاقتلاع الطمأنينة من النفوس والقلوب بالقوة والعنف وانتهاك حرمة المساجد والاعتداء السافر عن الأئمة والدعاة.
يوم الجمعة الماضي تجمع أصحاب اللحي حول منبر مسجد النور بالعباسية وقاموا بمنع الشيخ أحمد ترك إمام المسجد من إلقاء خطبة الجمعة بالقوة مما اضطره للاحتماء بغرفة مكتبه لكنهم حطموا الباب وهدده أحدهم علانية بالقتل.. وعندما اعتلي الدكتور حسن الشافعي البالغ من العمر ثمانين عاما المنبر لالقاء الخطبة بدلا من إمام المسجد قام أحدهم بجذبه من لحيته وانزاله بالقوة فسقطت عمامته الأزهرية علي الأرض وداسوها بالأقدام.
سيطرة الجماعات الدينية المتشددة انتقلت من المساجد إلي القنوات الفضائية.. فقد تقدمت 19 شركة للهيئة العامة للاستثمار والمنطقة الاعلامية الحرة بطلب التصريح باطلاق قنوات فضائية جديدة أغلبها ذات طابع ديني..
بل تحالفت قناة الجزيرة بشكل معلن مع الإخوان المسلمين وتحولت الجزيرة مباشر إلي منبر لهم.. مثلما ترددت شائعات عن وجود تمويل إخواني لقناة مودرن حرية الجديدة ببرنامج رئيسي أسبوعي مدته ساعتان يقدمه قيادي إخواني.
احتكار التيارات الدينية المتشددة لخطبة الجمعة في المساجد وبعض برامج القنوات الفضائية الهامة يمهد لهم الطريق إلي قصر العروبة باثارة الحمية والعواطف الدينية لدي المواطنين حيث مصر بلد متدينة من أيام قدماء المصريين وموحدة من قبل نزول الديانات السماوية.. وفي ظل اجتهادات مؤسسة الأزهر المحدودة بدرجة شديدة التواضع في النصوص والتفاسير يصبح استخدام الدين في السياسة قضية بالغة الخطورة تستوجب الحذر والخوف لما يمكن أن تؤول إليه أحوال بلد يتوقف أهله عند مفهوم الدين الشكلي دون الالتزام بالمضمون والأفعال والسلوكيات.
أمن الوطن وسلامته واقتصاده في خطر ينادي الإعلام المرئي والمكتوب بتوعية الناس لبناء دولة المؤسسات وإعادة تشكيل العقل والوجدان المصري بكل ما فجرته الثورة من طاقات ومواهب وقدرات لحل مشاكل وقضايا الوطن بالعلم والمنطق والموضوعية.. فخطايا الإعلام لا تقل عن آثام هؤلاء الذين خرجوا علينا بالسنج والمطاوي والأسلحة البيضاء في المساجد والملاعب والشوارع والمؤسسات.
كفانا كلاما عن الفساد وخطايا وآثام النظام السابق وكفانا سطحية وشططا ومبالغات ومراقبة للمحاكمات.. فلدينا قضاء عادل يطبق القانون ولن يفلت مذنب من العقاب.. لكن علينا الانتظار حتي تصدر الأحكام وتوجيه طاقتنا وعقولنا وقلوبنا لانقاذ الوطن من قراصنة الثورة بالعمل والانتاج وإصلاح أحوال التعليم والصحة والاسكان وكافة مرافق ومؤسسات الدولة بتغيير المنهج والنظام والسياسات وأساليب الرقابة والاختيار وليس فقط باستبدال الأفراد.
آن الأوان أن ننتقل من مرحلة التفاهة والسطحية والتشفي والشماتة والاهانات وتصفية الحسابات إلي مرحلة العمل الجاد والانتاج والإصلاح وبذل مزيد من الجهد للتصالح مع رجال الشرطة لحماية مكتسبات الثورة وأمن الوطن والشعب.

أضف تعليقاً