الظواهري وزعامة تنظيم القاعدة بعد مقتل اسامة بن لادن

رغم أن اغتيال أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة يعد ضربة موجعة للتنظيم إلا أن غالبية الآراء أجمعت علي أن وفاة اسامة بن لادن لن تؤثر علي مستقبل التنظيم الذي لايزال قادراً علي القيام بتوجيه ضربات موجعة ضد الولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها في الخارج.. واتفقت الآراء كذلك علي أن نشطاء القاعدة والمتعاطفين معها ينتظر أن يردوا بعنف انتقاماً لاغتيال بن لادن وأن الأيام المقبلة ستشهد تصعيداً في أعمال العنف في العديد من البلدان خاصة باكستان وأفغانستان.
لم يكن غريباً أن يتوقع الخبراء تولي الدكتور أيمن الظواهري زعامة تنظيم القاعدة خلفاً ل “بن لادن” فالظواهري هو الرجل الثاني في التنظيم بل أن الإدارة الأمريكية اعتبرته الأكثر خطراً علي مصالحها في الداخل والخارج ووصفته بأنه القائد الفعلي للتنظيم بينما أسامة بن لادن هو الواجهة فقط كما أنها رصدت 25 مليون دولار لمن يقدم لها رأسه حياً أو ميتاً كما شارك بن لادن في طرد القوات السوفيتية من أفغانستان والتحريض علي جميع العمليات ضد أمريكا.
أسامة بن لادن وأيمن الظواهري اعتبرتهما وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أكبر خطر يهدد الولايات المتحدة الأمريكية عقب انهيار القوة العظمي الثانية “الاتحاد السوفيتي”.. تردد اسماهما في اجتماعات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والكونجرس الأمريكي وفي المؤتمرات العالمية ومباحثات رؤساء الدول الكبري.. تناولت أخبارهما جميع وسائل الإعلام العالمية.. احتلت صورتهما أغلفة المجلات الكبري.. شهرتهما فاقت بعض رؤساء الدول ونجوم السينما العالمية.
مستقبل القاعدة
من يشاهد أفراح واحتفالات الأمريكان عقب الإعلان عن اغتيال أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة يعتقد أن وفاته هي نهاية التنظيم وانتهاء الإرهاب ضد الولايات المتحدة الأمريكية.
أنا شخصياً أري أن القاعدة ليست أسامة بن لادن أو أيمن الظواهري ولكنها تنظيم كبير ويضم أكثر من 18 ألف مقاتل ينتشرون في 60 دولة من بينها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها بخلاف الملايين من المتعاطفين معها.
هذه الأرقام باعتراف بريطانيا الحليف القوي لأمريكا.. وصدرت عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن في تقريره السنوي يوم 21 أكتوبر ..2004 وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية مازالت هي الهدف الأول لتنظيم القاعدة.
والواضح أن القاعدة تحولت من مجرد تنظيم إلي فكر اعتنقه مئات الآلاف من الشباب. ربما لم يكن أحدهم قد التقي ببن لادن والظواهري من قبل.. وارتكب بعضهم عمليات عدائية ضد المصالح الأمريكية والأوروبية في الكثير من بلدان العالم ونسبوها للقاعدة.. نسبوها إلي بن لادن والظواهري.
ويمكن أن يكونوا قد فعلوا ذلك ليس حباً لبن لادن والظواهري بقدر ما هو كراهية للسياسة الأمريكية التي صنعت حواجز حديدية قائمة علي الانحياز الكامل لإسرائيل.. كراهية لرئيسها “بوش” الذي وصف اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي المتطرف بأنه عملية إرهابية. بينما صمت السيد الرئيس علي سلسلة جرائم الاغتيالات الإسرائيلية لقيادات مناضلي فلسطين. وعلي رأسهم الشيخ “القعيد” أحمد ياسين والدكتور عبدالعزيز الرنتيسي والطفل محمد الدرة رحمهم الله.
فعلوا ذلك.. كراهية للسياسة الأمريكية التي احتلت العراق وشردت شعبه تحت زعم امتلاك رئيسها صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل تارة.. ووجود علاقة له مع تنظيم القاعدة تارة أخري.. ثم تبين كذبها وافتراؤها باعتراف مجلسها النيابي “الكونجرس”.
فعلوا ذلك.. كراهية للسياسة الأمريكية التي احتلت أفغانستان وقتلت الأبرياء من المدنيين بالقنابل العنقودية والفسفورية.
ويمكن القول إن احتلال أفغانستان وسقوط حركة طالبان لم ينه القاعدة. بل توسعت وانتشرت أكثر عقب الاحتلال وجعلت الولايات المتحدة وبعض المتحالفين معها من الدول الكبري يعيشون في رعب دائم.. جعلت أعظم دولة في العالم تعلن حالة الطوارئ بمجرد بث إحدي القنوات الفضائية تسجيلاً صوتياً لبن لادن أو الظواهري.. جعلت الشعب الأمريكي يخشي السفر بالطائرات.
عشرات بل مئات من المصالح الأمريكية والأوروبية تعرضت للاعتداء في العديد من بلدان العالم علي أيدي أعضاء تنظيم القاعدة بعد سقوط حركة طالبان.. وبعيداً عما يحدث في أفغانستان من حرب عصابات ضد القوات الأمريكية.. وبعيداً عما يدور في العراق من مقاومة شرسة تضم الآلاف من أعضاء تنظيم القاعدة ضد القوات الأمريكية.. هناك الكثير من العمليات العدائية ارتكبتها القاعدة ضد المصالح الأمريكية والأوروبية أذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر:
** في 18 مايو 2002 أعلنت القاعدة مسئوليتها عن حادث تفجير المعبد اليهودي بتونس. والذي أدي إلي مقتل 14 ألمانياً و6 آخرين من جنسيات مختلفة في عملية استشهادية نفذها عضو التنظيم نزار نوار.
** في 8 أكتوبر 2002 أعلنت القاعدة مسئوليتها عن حادث تفجير منتجع “بال” السياسي الأندونيسي والذي أدي إلي مقتل 190 شخصاً معظمهم من الأجانب.
** في أكتوبر 2002 تمت محاكمة 6 أمريكيين من أصل يمني بتهمة الانضمام لتنظيم القاعدة داخل الولايات المتحدة الأمريكية وتقديم دعم مالي ومساعدة لمرتكبي أحداث سبتمبر.
** في ديسمبر 2002 ألقي القبض علي خلية تابعة للقاعدة بمدينة ميلانو الإيطالية تضم 9 أشخاص لاتهامهم بالتخطيط لضرب أهداف أمريكية بإيطاليا.
** في مايو 2003 أعلنت القاعدة مسئوليتها عن تفجيرات الرياض بالمملكة العربية السعودية وهدد البيان الصادر عنها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بتوجيه ضربات لاحقة.
** في مايو 2003 أعلنت القاعدة مسئوليتها عن تفجيرات الدار البيضاء بالمغرب والتي أدت إلي مقتل 42 شخصاً معظمهم من الأجانب. وذكر بيان القاعدة أن التفجيرات تمت بطريقة استشهادية ونفذها 14 من أعضائها.
** كتائب “أبوحفص المصري” أعلنت مسئولية القاعدة عن تفجير مقر الأمم المتحدة ببغداد بطريقة انتحارية باستخدام شاحنة مفخخة.
** أعلنت القاعدة مسئوليتها عن الهجوم المزدوج بمدينة مومباس الكينية والذي شمل مهاجمة فندق يملكه إسرائيلي واطلاق صاروخين علي طائرة إسرائيلية.
** في يونيو 2003 أعلنت القاعدة مسئوليتها عن الهجوم الاستشهادي علي فندق “ماريوت” في جاكارتا وجاء بالبيان “هذا ما وعد به أيمن الظواهري”.
** في 13 نوفمبر 2003 أعلنت القاعدة مسئوليتها عن تفجيرات مجمع المحيا السكني بالعاصمة السعودية “الرياض” والذي أدي إلي مقتل 17 وإصابة 22 آخرين معظمهم من الأمريكان.. وأشار بيان القاعدة إلي أن 12 من أعضاء التنظيم نفذوا الحادث.
** كتائب أبوحفص المصري “الجناح العسكري لتنظيم الجهاد” أعلنت في نوفمبر 2003 مسئوليتها عن تفجير المعبدين اليهوديين بمدينة أسطنبول التركية. والذي أدي إلي مقتل 27 شخصاً. وأكد البيان الذي بثته نشرة “المجاهدون” الناطقة باسم جماعة الجهاد المصرية علي شبكة الإنترنت أن القاعدة استهدفت المصالح البريطانية في تركيا.. وذكرت الصحف التركية أن التحقيقات كشفت أن منفذي التفجيرات عقدوا العديد من اللقاءات مع الظواهري.
** أعلنت القاعدة في مارس 2004 مسئوليتها عن تفجيرات مدريد والتي قتل فيها 192 شخصاً.
** في 15 مارس 2004 أصدرت محكمة بلجيكية حكماً علي نزار الطرابلسي.. تونسي الجنسية و21 آخرين من تنظيم القاعدة بالسجن 10 سنوات لاتهامهم بالتخطيط لشن هجوم بالمتفجرات علي قاعدة عسكرية تقع شرق بلجيكا يتمركز بها جنود أمريكيون لحساب القاعدة.
** في أبريل 2004 نفت القاعدة مسئوليتها عن الهجوم علي مبني الإدارة العامة للمرور في العاصمة السعودية “الرياض” والذي أدي إلي مقتل 5 أشخاص وإصابة 145 آخرين.
** في 29 مايو 2004 أعلنت مصادر سعودية أن متشددين علي صلة بتنظيم القاعدة قتلوا 16 شخصاً علي الأقل في سلسلة من الهجمات بمدينة الخبر شرق المملكة من بينهم سبعة أجانب و7 من قوات الأمن.. وأكدت المصادر أن سلطات الأمن السعودية قتلت 5 من المنفذين. وذكر البيان السعودي أن الجناة احتجزوا حوالي 50 شخصاً كرهائن من بينهم أمريكيون.
وذكرت القاعدة أن “سرية القدس” اقتحمت بعض الشركات الأمريكية الخاصة بالبترول وارتكبت الحادث ضد الأمريكان.
** في 3 يونيو 2004 أعلنت القاعدة مسئوليتها عن الهجوم علي جنديين أمريكيين في الرياض وإصابة أحدهما.
** في 13 يونيو 2004 أعلنت القاعدة مسئوليتها عن قتل أحد الأمريكيين واختطاف أمريكي آخر. وهددت في بيان لها بقتل الرهينة ما لم تفرج القوات السعودية عن عناصر المعتقلين.
** في 15 يونيو 2004 أعلنت القاعدة أنها قتلت الرهينة الأمريكي وفصلوا رأسه عن جسده وألقوه في مكان مجهول بعد أن رفضت السلطات السعودية طلبها.. وأكد بيان لقوات الأمن السعودية أنها قتلت عبدالعزيز المقرن زعيم تنظيم القاعدة و3 من أعوانه رداً علي ذبح الرهينة الأمريكي.. واعترف بيان للقاعدة بمقتل زعيم التنظيم بالسعودية.
** في نوفمبر 2004 أعلنت القاعدة مسئوليتها عن تفجير فندق “ماريوت” “إسلام أباد” بالعاصمة الباكستانية.
** في 7 ديسمبر 2004 أعلنت القاعدة مسئوليتها عن الهجوم علي القنصلية الأمريكية بجدة بالمملكة العربية السعودية والذي أدي إلي مقتل 9 من العاملين بالقنصلية بينهم أمريكيون وإصابة 4 آخرين.. وأكد بيان القاعدة أن أعوانها استولوا علي معدات تنصت واتصال وأسلحة وأجهزة إلكترونية ووثائق.
** في يناير 2002 ألقت أجهزة الأمن بسنغافورة القبض علي 13 شخصاً من أعضاء تنظيم القاعدة لاتهامهم بالتخطيط لتفجير السفارة البريطانية بسنغافورة وسفارات أخري وسفن البحرية الأمريكية وأتوبيس لنقل الأفراد الأمريكيين واعترفوا بانتمائهم للقاعدة وزعيمها بن لادن.
** صحيفة “نيوزويك” أكدت أن الولايات المتحدة الأمريكية يوجد بها أكثر من ألف شخص ينتمون إلي تنظيم القاعدة. علاوة علي الآلاف المنتشرين في أكثر من 60 دولة.
** “أولان جاكار” خبير الإرهاب الدولي الفرنسي أكد أن تنظيم القاعدة كان لديه 30 ألف مقاتل تم تدريبهم في أفغانستان. يمكن أن يكون 10 آلاف منهم قد قتلوا في القصف الأمريكي علي أفغانستان عام 2001. والباقي منهم وعددهم حوالي 20 ألفاً تمكنوا من الهرب إلي البلدان العربية والأوروبية وأنهم ينتشرون في أكثر من 60 دولة وأنهم يخططون لعمليات عدائية ضد أمريكا.
** مجلة “لوفيجارو” الفرنسية ذكرت أن هناك 300 فرنسي ينتمون لتنظيم القاعدة وشاركوا في الحرب الأفغانية ضد الولايات المتحدة الأمريكية عام 2001. وأن أحدهم ويدعي “هرفيه جاميل لورزا” قتل في جبال تورا بورا بسبب الصقيع وعثر بجوار جثته علي مصحف صغير وتذكرة سفر وشريط أسبرين.
الخبراء يكذبون “بوش”
في 13 أكتوبر 2004 قال بوش خلال المناظرة التليفزيونية الثالثة مع خصمه الديمقراطي جون كيري أثناء حملتهما الانتخابية. إن 75% من قادة تنظيم القاعدة قتلوا أو أحيلوا إلي القضاء.
خبير الأمن القومي في مركز الشرطة الدولية “ميلفين غودمان” شكك في تصريحات بوش. وقال في حديث لصحيفة “الواشنطن بوست” الأمريكية: “الرئيس يطلق أرقاماً كيفما شاء”.. موضحاً أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية: “ليست متأكدة حتي من العدد الحالي لأعضاء القاعدة”.
وتابع أن كوادر مهمة جداً في التنظيم قد اعتقلوا. لكن الشخصيات الأكثر أهمية بقيت طليقة. خاصة زعيم التنظيم أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري.
“فنسنت كانيترار” مسئول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أكد أن تنظيم القاعدة ليس علي الأرجح أصغر مما كان عليه قبل هجمات 11 سبتمبر. وقال: إن التنظيم أصبح أكثر توزعاً وانتشاراً في العالم.. والواقع أنه ليس صحيحاً ما ذكره الرئيس بوش أنه تم القضاء علي 75% من قياداته.. وإن هذه الأرقام لا تشكل قياساً يتمتع بالمصداقية للتقدم الذي تحقق في الحرب علي الإرهاب.
بن لادن يحارب أمريكا
في 23 فبراير عام ..1998 فوجئ العالم بالظواهري وبن لادن يعلنان من مدينة بيشاور الباكستانية عن تأسيس “الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين”.
تضمن بيان تأسيس الجبهة أن من واجب كل مسلم قتل الأمريكيين وحلفائهم.. عسكريين كانوا أو مدنيين حيثما أمكن ذلك.. ويسري هذا حتي يحرر المسجد الأقصي والمسجد الحرام من قبضتهم الحديدية.. وحتي تخرج الجيوش الأمريكية من كل الدول العربية والإسلامية ليكونوا غير قادرين علي تهديد أي مسلم.
وتزامن الإعلان عن تشكيل الجبهة مع قصف أمريكي لمدن عراقية. فقد لعب علي وتر الشعور الشعبي المعادي للأمريكيين في قضيتي العراق وفلسطين. وجاء في البيان: “علي رغم الدمار الكبير الذي حل بالشعب العراقي علي يد التحالف الصليبي اليهودي. وعلي رغم العدد الفظيع من القتلي الذين جاوزوا المليون يحاول الأمريكيون مرة أخري معاودة هذه المجزرة المروعة. وكأنهم لم يكتفوا بالحصار الطويل بعد الحرب العنيفة ولا بالتمزيق والتدمير. فها هم يأتون اليوم ليبيدوا بقية هذا الشعب ويذلوا جيرانه من المسلمين.. وإذا كانت أهداف الأمريكان من هذه الحروب دينية واقتصادية. فإنها كذلك تأتي لخدمة دويلة اليهود. بصرف النظر عن احتلالها لبيت المقدس وقتلها للمسلمين.. كل تلك الجرائم والبوائق هي من الأمريكان إعلان صريح للحرب علي الله ورسوله وعلي المسلمين.. وأن العلماء أجمعوا عبر جميع العصور علي أن الجهاد فرض عين إذا دهم العدو بلاد المسلمين”.
وفي 17 مايو عام ..1998 أصدرت الجبهة بياناً حمل عنوان “جراح المسجد الأقصي” تحدث عن ذكري نكبة فلسطين وقال “إن معالم التحالف اليهودي الأمريكي الصليبي الذي تقوده أمريكا وإسرائيل بشكل صارخ واضح. ومن مظاهر هذا التحالف. حرص أمريكا من خلال نائب رئيسها علي حضور الاحتفالات التي أقامها اليهود في مناسبة مرور خمسين عاماً علي احتلالهم الظالم للبلد المقدسة”.
وجاء في البيان: “إن تأسيس الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين. خطوة في طريق الاستجابة الشديدة المطلوبة الذي تشهده الأمة منذ عقود”.
وأجاب بن لادن والظواهري في بيان حمل توقيع “المكتب الإعلامي للجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين” عن السؤال: لماذا يتم استهداف المصالح الأمريكية؟ قال البيان: “إن السبب الوحيد الذي يدفع شباب الإسلام الأطهار لتعريض أنفسهم الزكية للقتل وهم يسعون لضرب الأهداف الأمريكية ليس سوي الظلم الذي مارسته الحكومة الأمريكية علي شعوب الإسلام ومكنت اليهود من احتلال بيت المقدس”.
شارك العديد من كوادر وقيادات تنظيم القاعدة بن لادن والظواهري في تأسيس “الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين” جاء علي رأسهم أبوحفص المصري.. ونصر فهمي حسنين وطارق أنور سيد أحمد ومحمد إبراهيم المكاوي “سيف العدل المدني” وعبدالعزيز موسي الجمل علاوة علي رفاعي أحمد طه “أمير تنظيم الجماعة الإسلامية” إلا أنه عاد وسحب توقيعه تحت ضغوط من أعضاء تنظيمه بعد أربعة أشهر من الإعلان.
نيروبي ودار السلام
بفارق 4 دقائق فقط.. وقع انفجاران كبيران بالسفارتين الأمريكيتين بالعاصمة الكينية نيروبي والتنزانية دار السلام صباح يوم 7 أغسطس 1998. بعد شهور قليلة من تأسيس أسامة بن لابدن للجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين.
الانفجاران أديا إلي مقتل 235 شخصاً بينهم 12 أمريكياً وإصابة أكثر من 4 آلاف آخرين وتدمير السفارتين بالكامل في عمليتين انتحاريتين بسيارتين ملغومتين.
دقائق معدودة من انفجاري نيروبي ودار السلام حتي أشارت أصابع الاتهام إلي أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة الذي يتزعمه للقيام بهذه العمليات إلا أن حركة طالبان سارعت بإصدار بيان أعلنت فيه عدم تورط أسامة بن لادن أو تنظيم القاعدة في هذه الانفجارات في الوقت الذي ذكر فيه بن لادن أنه برئ من هذه الانفجارات إلا أنه يؤيدها.
أيام معدودة وقبل أن تتوصل المباحث الفيدرالية الأمريكية أو المخابرات المركزية لأية معلومات تشير إلي مرتكبي الحوادث الإرهابية بنيروبي ودار السلام قامت القوات الأمريكية المتمركزة بالخليج العربي بضرب 8 صواريخ كروز علي 8 مواقع بأفغانستان والسودان بهدف ضرب مواقع أسامة بن لادن وأدت هذه الضربات الأمريكية إلي قتل الكثير من الأبرياء المدنيين من المسلمين والأفغان والسودانيين. وإحداث أضرار بالغة بالمنشآت خاصة مصنع الدواء والشفاء بالسودان في الوقت الذي فشلت فيه القوات الأمريكية وأقمارها الصناعية في تحديد مكان أسامة بن لادن بأفغانستان.
المدهش والغريب أن الرئيس الأمريكي الأسبق كلينتون طلب من أفغانستان عقب فشله في قتل بن لادن تسليمه للولايات المتحدة لمحاكمته بتهمة التحريض علي تفجير سفارتي نيروبي ودار السلام.. الملا عمر زعيم حركة طالبان رفض بالطبع طلب كلينتون وذكر أن الصواريخ الأمريكية أنهت فكرة الحوار.
بعد ثلاثة أشهر من حادث تفجير السفارتين الأمريكيتين بنيروبي ودار السلام وبالتحديد في 24 نوفمبر 1998 أصدرت وزارة العدل الأمريكية لائحة الاتهام.. وذكر قرار الاتهام أن أسامة بن لادن واتباعه وجهت لهم 224 تهمة منها تفجير سفارتي الولايات المتحدة بنيروبي ودار السلام والاعتداء علي مركز التجارة العالمي بنيويورك عام 93. والاعتداء علي الجنود الأمريكيين في الصومال عام 1993. ومحاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا وتفجير السفارة المصرية بباكستان وتفجير 6 طائرات أمريكية فوق المحيط الهادي. والتآمر علي اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني والتخطيط لاغتيال الرئيس الأمريكي كلينتون مرتين الأولي أثناء زيارته للفلبين عام 1994 ولكنها ألغيت والثانية أثناء زيارته للعاصمة الباكستانية إسلام آباد في فبراير .1998
وظل تسليم أسامة بن لادن للولايات المتحدة الأمريكية حلماً يراود الرئيس الأمريكي الأسبق كلينتون وكان الضغط علي حركة طالبان عن طريق نواز شريف رئيس الوزراء الباكستاني لتسليم بن لادن إلا أن حركة طالبان رفضت كعادتها.
وبلغ تحدي أسامة بن لادن لكلينتون الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية وأعظم دولة في العالم لدرجة إصدار بن لادن بياناً رداً علي كلمة كلينتون في ذكري تفجير سفارتي نيروبي ودار السلام الذي أكد فيها أنه لن يهدأ له بال حتي القضاء علي بن لادن.
وذكر بن لادن في بيانه الموقع باسمه أرسله إلي وكالات الأنباء ووسائل الأعلام الأجنبية أنه طالب أعوانه بمواصلة الجهاد ضد الولايات المتحدة الأمريكية وأنه لا يشعر بالخوف من اعلان الجهاد ضد الولايات المتحدة الأمريكية مشيراً إلي أنه لا يوجد ارهاب في العالم أكثر من ارهاب امريكا نفسها.
المدمرة كول
بينما كان الرأي العام العالمي متابعاً ومهتما بالانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت في نهاية سبتمبر من عام 2000 م بسبب اقتحام الارهابي العالمي شارون للقدس الشريف بصحبة الآلاف من جنوده المدججين بالسلاح واقتحام القوات الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية وقتل الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ الأبرياء وعلي رأسهم الشهيد الطفل محمد الدرة الذي اغتالته رصاصات جنود الاحتلال الإسرائيلي وهو ينام بين أحضان والده.. كانت المدمرة الأمريكية العملاقة “كول” تتعرض لتفجير انتحاري باستخدام لنش صغير أثناء تزودها بالوقود في ميناء عدن باليمن والذي أدي إلي مقتل 17 جندياً أمريكيا.
لم يكن غريباً علي الولايات المتحدة ان توجه أصابع الاتهام إلي أسامة بن لادن واعضاء تنظيم القاعدة لارتكابها هذا الحادث وارسلت فريقاً من المحققين الامريكيين إلي اليمن للتحقيق في الحادث.
بيان الحرب علي أفغانستان
في الوقت الذي كانت فيه محطات التليفزيون العالمية تنقل الدمار الذي تتعرض له افغانستان كان أسامة بن لادن يلقي بياناً في قناة الجزيرة نصه:
“إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمداً عبده ورسوله”.
.. أما بعد.. فها هي أمريكا قد اصابها الله سبحانه وتعالي في مقتل من مقاتلها فدمر أعظم مبانيها فلله الحمد والمنة. ها هي أمريكا قد أمتلأت رعباً من شمالها إلي جنوبها ومن شرقها إلي غربها فلله الحمد والمنة.. وما تذوقه أمريكا اليوم هو شيء يسير مما ذقناه منذ عشرات السنين فإن أمتنا منذ بضع وخمسين عاماً تذوق هذا الذل وتذوق هذه المهانة فيقتل أبناؤها وتسفك دماؤها ويعتدي علي مقدساتها وتقتل بغير ما أنزل الله.. ولا سامع ولا مجيب. فلما ان وفق الله سبحانه وتعالي كوكبة من كواكب الإسلام.. طليعة من طلائع الإسلام فتح الله عليهم فدمروا أمريكا تدميراً وأرجو من الله سبحانه وتعالي ان يرفع قدرتهم وأن يرزقهم الفردوس الأعلي إنه ولي ذلك وقادر عليه.
فلما رد هؤلاء علي أبنائهم المستضعفين عن اخوانهم واخواتهم في فلسطين وفي كثير من بلدان الإسلام صاح العالم بأسره.. صاح الكفر وتبعه النفاق.. مليون طفل من الأطفال الأبرياء يقتلون إلي هذه اللحظة التي اتحدث فيها.. يقتلون في العراق بلا ذنب جنوه ولا نسمع منكراً ولا نسمع فتوي من حكام السلاطين وفي هذه الأيام تدخل الدبابات والمجنزرات الاسرائيلية لكي تعيث في فلسطين فساداً في جنين ورام الله وفي رفح وفي بيت جالا وفي غيرها من أرض الإسلام ولا نسمع من يرفع صوتاً أو يحرك ساكناً فإذا جاء السيف بعد ثمانين عاماً علي أمريكا ظهر واشرأب النفاق برأسه يتحسر علي هؤلاء القتلة الذين عبثوا بدماء وأعراض ومقدسات المسلمين فهؤلاء أقل ما يقال فيهم أنهم فسقة اتبعوا الباطل ونصروا الجزار علي الضحية ونصروا الظالم علي الطفل البريء.. فحسبي الله عليهم وأرنا الله سبحانه وتعالي فيهم ما يستحقون”.
وتابع قائلاً: الأمر واضح وجلي وينبغي علي “كل مسلم بعد هذا الحدث وبعد ان تحدث كبار المسئولين في الولايات المتحدة الأمريكية ابتداء من الرئيس بوش ومن معه وقد خرجوا أثرا وبطرا برجالهم ونخيلهم وقد ألبوا علينا حتي الدول التي تنتسب إلي الإسلام علي هذه الفئة التي خرجت تفر بدينها إلي الله سبحانه وتعالي وتأبي ان تعطي الدنية في دينها.. خرجوا من يريدون أن يحاربوا الإسلام ويزيفوا علي الناس باسم الارهاب.. شعب في أقصي الأرض في اليابان قتل منه مئات الألوف كباراً وصغاراً فهذه ليست جريمة حرب.. هذه مسألة فيها نظر.. مليون طفل في العراق مسألة فيها نظر.. أما عندما قتل منهم بضعة عشر في نيروبي ودار السلام قصفت أفغانستان وقصف السودان ووقف النفاق بأسره خلف أمريكا ومن معها.. وأقول إن هذه الاحداث قد قسمت العالم بأسره إلي فسطاطين.. فسطاط إيمان ولا نفاق فيه وفسطاط كفر أعاذنا الله وإياكم منه وينبغي علي كل مسلم ان يهب لنصرة دينه وقد هبت رياح الايمان ورياح التغيير لإزالة الباطل من جزيرة محمد “صلي الله عليه وسلم” وأما أمريكا فأقول لها ولشعبها كلمات معدودة “أقسم بالله العظيم الذي رفع السماء بلا عمد لن تحلم أمريكا ولا من يعيش في أمريكا بالأمن من قبل ان يعيش واقعاً في فلسطين.. وقبل ان تخرج جميع الجيوش الكافرة من أرض محمد “صلي الله عليه وسلم” والله أكبر والعزة للإسلام.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

3 comments
  1. مسلمة 05/05/2011 23:56 -

    رحمك الله ايها البطل الشهيد ياليت المسلمون كلهم مثلك كنت اود ان القاك ولو مره بعمرى منهم لله الامريكان واليهود الظالمين حرمون من اسد الاسلام فى العصر الحديث

  2. مسلم 05/05/2011 15:25 -

    رحم الله شيخنا المجاهدفقد وقف فى وجه الباطل فى الوقت الذى كان فيه يبيع فيه حكام البلاد العربية بلادهم ودينهم خوفا على الكرسى وطمعا فى مساندة امريكا لهم للمزىد فى ازلال شعوبهم على امرىكا ان تعرف لماذا يكرهها العرب وهى تعرف وبجب ان تعالج ذلك قبل ان يفوت الاوان فان امريكا مكروهه بسبب مساندتها لاسرائيل فالاتى سيكون افظع مما كان فلن يقبل العرب هذه السىاسة بعد الان وخاصة بعد رحيل النظمة العربية الهشة التى كانت تدور فى فلك امريك فلا تبعية بعد الان وما تريده الشعوب العربية هو الذى سيكون اعز الله العرب جميعا بجميع طوئفهم

  3. رحمكــ الله يا اسامة ياغالي انتا كنتــ المثل الاعليــ للعرب

أضف تعليقاً