ليس هناك اسوء من أن تضع الثقة فى غير محلها فبعد ان وضعت الثورة ثقتها فى جهاز الشرطة نجده يسعى لسحب البلاد الى فخ للقضاء على مكتسبات الثورة و القضاء عليها متمثلا ذلك فى محاولة أجراء الأنتخابات التشريعية القادمة قبل وضع دستور للبلاد و فى غياب الحالة الأمنية مما يؤدى الى فوضى عارمة و سيقوم البلطجية بالباقى و تنتهى الثورة على هذا المشهد و يتجلى ذلك فى مواقف عديدة منها تواطؤ الشرطة مع البلطجية فى أحداث أمبابة حيث أكد أهالى أمبابة أنفسهم أن هؤلاء الأشخاص غرباء عن الحى و ترجلوا ذهابا و أيابا بين الكنائس مثيرين الرعب و مشعلين الحرائق دون تدخل الشرطة و كذلك فى أحداث شارع عبد العزيز حيث راينا جميعا فى الفديوهات على النت كيف كان مأمور القسم بمفرده و بمساعدة بعض الأهالى الشرفاء يطارد هؤلاء البلطجية فى حين تقاعصت باقى قوة الشرطة المتواجدة فى القسم ثم تاتى الطامة الكبرى غطاء لكل هذا و هى أستمرار ضباط و قيادات الدخلية المتهمين أمام المحاكم والنيابات فى مواقعهم الوظيفية داخل جهاز الشرطة المنوط بهم أمن المواطن و الأمن العام كيف يعقل هذا ان يكون موظف عام رهن التحقيق فى أمر يمس وظيفته و بسبب طريقة أداؤه لوظيفته و أن يستمر فى أداء تلك الوظيفة أثناء التحقيق معه فقد يستغل صلاحياته فى أفساد الأدلة التى ضده و قد يستغل سلطتة و نفوذه ضد الشهود و من الجائز ضد المجنى عليهم أنفسهم فهذا طبيعى جدا لأن المتهم هنا ضابط شرطة و ليس موظف عادى . ألا يشعرك كل هذا بالتواطؤ فمثلا كيف يكون ظابط الشرطة متهم لمدة ساعتين أمام المحكمة ثم يخرج و يذهب ألى مكتبه ليسعى خلف المتهمين الأخرين اللى هو شايف نفسه بقى واحد منهم يعنى شغال على الوشين تقلبه كدا شغال و تقلبه كدا شغال حاجة غريبة و مش غريب أيضا أنه بعد كده يكرس كل وقته لتدبير أموره فى قضيته ! هذا أولى من أن يعمل لحساب القضاء و العدالة اللى عايزة تحاكمه و الغريب أيضا أنه يكون ذاهب ألى المحكمة فى حراسة عسكرى بيؤدى له التحية العسكرية و هو متهم و ده طبعا لأنه مش موقوف عن العمل و مازال فى الخدمة حتى أثناء التحقيقات و المحاكمة و الغريب برده أن مافيش و لا واحد من أهالى الضحايا عرف يشوفهم داخل قفص الأتهام بالمحكمة و الهيئة القضائية للمحكمة لم تطلب من حرس القاعة و هم من الدخلية أيضا ما يصحح ذلك و على ما يبدو أنهم يذهبون ألى المحكمة بزى الشرطة علشان يطلعوا من المحكمة على الشغل على طول و ما يضيعوش وقت او يمكن بيكون قفص المتهمين مافيهوش حد أصلا لأنهم بيعملوا حائط بشرى بالعساكر حوله و لانعلم مين يعطى هؤلاء العساكر هذا الأمر هل اللى جوه القفص و اللى براه. المهم يجب على المجلس العسكرى أن ينأى بنفسة أمام الشعب عن هذا الهزل أو هذه المهزلة و أن يسرع بتطهير الداخلية من الضباط رهن التحقيق على الأقل أثناء فترة التحقيق معهم و محاكمتهم و ألا فأن هذا سيفسر بأنها فرصة منحت لهم لأفساد الأدلة و التأثير على الشهود من خلال بقاؤهم فى وظائفهم و أيضا تسريع محاكمتهم للتخلص من تردى الوضع الأمنى حيث أن صدور الأحكام الخاصة بهم سوف توقظ الكثير و تمنع التردد لدى الكثير و تمنع عمل الشيطان فى أوساط كثيرة