الامم المتحدة تخطط لدولة ليبيا ما بعد القذافي

كشفت مصادر دبلوماسية اوروبية ان خطة الامم المتحدة للتوصل الي حل دبلوماسي يحافظ علي وحدة ليبيا وينهي القتال بها لا يتضمن اي دور مستقبلي للقذافي في السلطة.
وقالت المصادر ان المبعوث الخاص للامم المتحدة عبد الاله الخطيب الذي التقي طرفي النزاع مؤخرا يسعي للتوصل الي اتفاق لتقاسم السلطة مع تنحية القذافي عن المشهد السياسي في ليبيا.
جاء ذلك في الوقت الذي كشفت فيه وكالة الانباء الروسية انترفاكس ان محادثات جرت في موسكو بين مسئولين ليبيين وروس حول تنحي القذافي بما يخالف ما سبق وصرح به وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي الذي قال ان هذا الموضوع لم يكن علي طاولة الحوار.
كان القذافي قد استبعد في تسجيل صوتي له امس الاول إجراء أي مفاوضات مع الثوار وطالب من سماهم بزعماء القبائل في مصراتة بالقتال لاستعادة المدينة من أيدي الثوار.
وعرض التليفزيون الليبي لقطات للقذافي وهو يعقد اجتماعا في مركز مؤتمرات في طرابلس مع عشرات من وجهاء مصراتة وسكان من العاصمة لهم أقارب في المدينة وبخهم فيه علي عدم تحركهم.
ويكرر القذافي انه لن يتخلي عن السلطة ولن يغادر ليبيا وسوف يواصل القتال حتي النهاية ضد من اسماهم بالخونة الذين تعاونوا مع الغرب من أجل تسهيل استيلائه علي البترول الليبي.
وفي الوقت نفسه كشف الثوار في بنغازي ان مجموعات مسلحة عالية التدريب تسللت الي طرابلس لتنفيذ عمليات ضد اهداف تابعة لكتائب القذافي في العاصمة المحكومة بقبضة حديدية من قبل النظام الليبي الآيل للسقوط.
وقال احد قادة الثوار لوكالة الانباء الفرنسية ويدعي فوزي بو كتف ان هذه المجموعات تتميز بقلة العدد والمهارة القتالية العالية وقد تلقوا تدريبات عالية في بنغازي وتم مدهم بالاسلحة والعتاد المطلوب.
جاء ذلك في الوقت الذي تتواصل فيه المعارك الضارية علي الجبهة الشرقية في البريقة التي تحول الالغام دون اقتحامها من قبل الثوار فيما يواجه الثوار في الغرب مقاومة شرسة من قبل كتائب القذافي للحيلولة دون فتح مدينة زليطن.
وقد أكد نائب رئيس المجلس الانتقالي الليبي والمتحدث الرسمي باسم المجلس عبد الحفيظ غوقة أن ثوار ليبيا هم من يحاربون القذافي وليس الناتو وان دور الحلف ينحصر في تأمين الغطاء الجوي.
وأوضح غوقة أن المجلس الانتقالي والثوار الليبيين لن يقبلوا إجراء أي مفاوضات مع القذافي من شأنها التنازل عن حقوق وأهداف ثورة 17 فبراير وان الوفود التي أرسلها القذافي خلال الأيام الماضية إلي عديد من الدول. آخرها روسيا لضمان بقائه دون مطاردة من المحكمة الدولية وتحقيق خروج آمن له.
ونفي نائب رئيس المجلس الانتقالي صلة المجلس بالاجتماع الذي عقد تحت اسم الفيدرالية من أجل الوحدة الذي لم يلق قبولا شعبيا في ليبيا والعالم العربي باعتباره مقدمة مرفوضة للحديث عن تقسيم ليبيا مستقبلا.
وفي المقابل. اعلن في بنغازي عن تنظيم مؤتمر للحوار الوطني يضم 350 شخصية وطنية ليبية من مختلف المناطق والتوجهات السياسية سيعقد في الثامن والعشرين من الشهر الجاري.
ويضم المؤتمر قادة فكر وساسة ومثقفين ورجال أعمال وأعياناً وثوارا من جبهات القتال وشباب الثورة ومؤسسات مجتمع مدني من الداخل والخارج للتشاور والتنسيق من أجل التأكيد علي مبادئ ثورة 17 فبراير.
ويسعي المؤتمر لمناقشة وتحليل الواقع السياسي الليبي. وتشخيص الإشكاليات والمخاطر التي تهدد مسار الثورة ووضع تصورات بما يضمن الانتقال السلس من الثورة إلي الدولة المستقلة المستقرة التي تحافظ علي العلاقات والمصالح الدولية مع سائر الدول.

أضف تعليقاً