الحرية والفوضى

– بعد مرور ما يقرب من تسعة أشهر على انطلاق ثورة الشعب الواحد ضد الاستبداد والظلم والفساد والخوف وبداية دولة القانون والمساواة والعدالة والحرية انقسم الثوار الى فئات متعددة كل منها له ثورته الخاصة ومطالبه وتداخلت معهم قوي سياسية وحزبية كثيرة بالاضافة الى الساعين الى بث الفرقة بين أبناء الشعب الواحد فضلا عن أذناب النظام السابق.
– لم يحدث هذا فحسب بل تكونت تحالفات ما تلبث أن يتبعها انقسامات بين المتحالفين وتأييدات للمجلس الأعلى للقوات المسلحة يتبعها هجمات متفرقة ومجتمعة على المجلس العسكري بأنه يسعي للاستمرار في السلطة وتوجيه اتهامات بناء على هذه القراءات التي قد تكون خاطئة.
– ليس معني الحرية أن تندلع الفوضي أو يحل العنف بديلا للحوار والتفاهم بل المشاركة والتوافق المجتمعي وتطبيق القانون بحزم وعدالة على كل من يتجاوز أو يخطئ أو يعرض أمن المجتمع وسلامة الوطن للخطر والفوضي.
– الحرية والديمقراطية هي عدم التمييز أو التفرقة على أساس ديني أو عرقي أو طائفي وأن يتساوي المواطنون في الحقوق والواجبات يحكمهم قانون واحد ثوابا وعقابا ومحاسبة الكبير قبل الصغير بشفافية ووضوح فليس عيبا أن نخطئ إنما العيب كل العيب أن نتمادي في أخطائنال.
– الذين يقتلون أنفسهم ويخربون بيوتهم لأتفه الأسباب يتحدثون كثيرا عن التسامح والحب والتعايش وقبول الآخر واحترام حقوق الإنسان لكنهم عند أول اختبار حين يختلفون لا يعرفون كيف يحلون خلافاتهم بأساليب متحضرة ولا يتذكرون التسامح والحب والحقوق وينقلبون رأسا على عقب ويتحولون الى كائنات متوحشة وفي النهاية نحن الخاسرون.. المهزومون.. الضائعون.. وسيدفع وطننا ثمن حماقتنا!
– الذين يريدون اسقاط الدولة ونشر الفوضي وتأجيل الانتخابات وتعطيل مسيرة الديمقراطية وبناء مؤسسات مصر الجديدة مخطئون في حق هذا الشعب والذين يريدون احداث الوقيعة بين الجيش والشعب في هذا التوقيت الحرج هم أعداء للوطن.
– إن اسوأ ما يقال في كوارثنا الوطنية هو أن هناك أيادي خفية وراءها مع أن الأيادي واضحة جدا ومكشوفة ولا ينقصها إلا تفعيل القانون وبكل حزم حتى ترتدع.
– أرجوكم كفي انقساما وتشرذماً.. كفي جهلا وتعصبا.. كفي تآمراً وفساداً.. فالفتنة ملعونة ومرفوضة.. ولن يربح من ورائها أي طرف.
– نريد أصواتا عاقلة تذكرنا بوطننا الواحد .. وضميرنا الواحد ومستقبلنا الواحد.. ومصيرنا الواحد.. نريد أن نعمل معا وننتج معا.. ونعيش معا ونتطور معا من أجل بلدنا مصر.

أضف تعليقاً