تسبب فيلم كارتون إيراني اسمه “بلاد فارس” في حالة فتنة تحولت الى حملة جهاد قادها السلفيون في كل من السعودية وتونس على صناع الفيلم الإيرانيون الذين استفزوا مشاعر المسلمين بأحد مشاهد الفيلم الذي تم فيه تجسيد الذات الإلهية في رجل.
فيلم بلاد فارس تأليف وإخراج الإيرانية مارجان ساترابي ويدور حول قصة طفلة إيرانية من أسرة متحررة تعيش أجواء الانقلاب الذي قامت به الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الخوميني عام 1979 على نظام الشاه السابق محمد رضا بهلوي وشعورها بالقمع في ظل الحكم الإسلامي وما تلاه من خيبة أمل قبل أن يرسلها والدها الى النمسا خوفا عليها من الأجهزة الأمنية لتكمل دراستها هناك.
ولعل ما زاد الفتنة وأشعلها هو قيام إحدي القنوات التونسية باسم “نسمة” بعرض الفيلم مما أثار الجدل وشحن مشاعر السلفيين أكثر وهو ما دفعهم لعمل حملة الكترونية سرعان ما وصلت لسلف دول اخرى للانضمام معهم واسموا الحملة “الحملة الشعبية لمقاطعة وإغلاق مقر قناة نقمة” وخرجوا في مظاهرة أمام مقر القناة رافعين لافتات تحمل كلمات “إلا ديني إلا هويتي إلا مقدساتي” ولكن تطورت المظاهرة لتصبح اقتحاما لمبني القناة بعد عدم صدور أي رد فعل من إدارتها حيث حاول المتجمهرون حرق مقر القناة وما أن تم تبليغ السلطات حتى تم حشد الشرطة التونسية وإلقاء القبض على نحو 300 سلفي بعد اقتحامهم المكان ولم تنته القصة على ذلك بل كان رد فعل الجماعات السلفية هناك أسرع وأعنف حينما قاموا بتصوير أحد شيوخهم بالفيديو وهو يخطب في أنصاره ويدعوهم الى ما أسماه جهادا ضد القناة وهو الفيديو الذي كشف حالة الجهل التي تسيطر على تلك الجماعة في تونس حيث لخصوا حربهم مع القناة لتخيلهم أن القناة هي منتجة العمل بينما هدفهم الحقيقي هنا هو الإنتاج الفرنسي أو المخرجة الإيرانية ولكن يبدو أن عدم علمهم بأن الفيلم قديم ويعود لسنوات وعدم علمهم أيضا بالجهات المسئولة عن الفيلم جعلهم يندفعون في صب جام غضبهم على القناة التونسية المسكينة التي ارتكبت خطأ عرض الفيلم تحت مسمي الحرية والإبداع وهو ما قوبل برد فعل عنيف.