مرشحي الاسماعيلية

القبائل والعصبيات القبلية هي كلمة السر في حسم المعركة الانتخابية بالإسماعيلية كل الشواهد تؤكد ذلك في ظل تواجد عدد كبير من القبائل بالمحافظة وتفرقها بين شرق وغرب القناة في القري الجديدة بسيناء والتي تمثل كتلاً تصويتية.
مازالت العصبية القبلية تتصدر المشهد الانتخابي بشكل كبير في الاسماعيلية رغم اختزال دوائر المحافظة الثلاث في دائرة واحدة تضم المحافظة ككل. لذلك اعتمد مرشحو العائلات والقبائل علي علاقات القبيلة والعائلة بباقي العائلات والتنسيق المبدئي فيما بينهم لدعم مرشحيهم إلا أن التوقعات تثير الشكوك في إثارة الفتن لصالح مرشحي التيارات الإسلامية والمستقلين. كما لم تنج القبائل من قبضة أحزاب “الفلول” والتي حاربت لاستقطاب رموز القبائل وضمها علي رءوس قوائمها بغرض الدفع بها في الانتخابات البرلمانية والتشريعية المقبلة وذلك علي رأس تلك القوائم والغرض الآخر هو إنجاح مخطهها بالفوز بالمقاعد الحزبية والفردية لصالح مرشحيها. والحقيقة أن هذه الأحزاب وبالرغم من كونها تضم أعضاء الحزب المنحل إلا أنها اعتبرت أعضاء الحزب السابقين والذين رفضوا الانضمام لها بالمنشقين وتحاول عن طريق الحصول علي التأييد القبلي والعائلي بالمحافظة محاربتهم.
ترتكز قوة القبائل البدوية بمراكز القنطرة شرق وغرب والتل الكبير بخلاف انتشار الكثير من كبري العائلات التي ترجع أصولها إلي صعيد مصر في ظل وجود أكثر من مرشح ممن يمثلون هذه العائلات والقبائل بمحافظة الاسماعيلية التي ترشح علي مقاعدها الأثني عشر 177 مرشحاً للشعب بواقع 28 مرشحاً علي مقعد العمال والفلاحين و148 علي مقعد الفئات إلي جانب 59 مرشحاً لمجلس الشوري بينهم 50 فئات و9 عمال وفلاحين أصبحت علي موعد مع صراع عنيف بين عشرات الطامحين في الجلوس تحت قبة البرلمان والذين يتنافسون علي مقاعد المحافظة ال 12 في انتخابات مجلسي الشعب والشوري.
فيما تعتبر القبائل البدوية الموجودة بمناطق القنطرة شرق وغرب واحدة من أقوي القبائل التي لا تعترف بأي مسميات في الحياة السياسية سوي أن يمثلهم نائب في البرلمان منذ أن كانت المحافظة مقسمة إلي ثلاث دوائر غير أن التقسيم الجديد للدوائر الانتخابية والذي اختزل الاسماعيلية كلها في دائرة واحدة أشعل الصراع مبكراً بين هذه القبائل التي حاولت لأكثر من مرة التنسيق فيما بينها للاتفاق علي مرشحا واحداً من بين مرشحيهم أمثال النائب الأسبق سعيد شعيب فلاح. وعادل خالد فئات. وإبراهيم المسعودي عمال. وغيره من المرشحين إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل في ظل طرح لقبيلة لأكثر من مرشح لخضو تلك المعركة.
وإن كان القبائل البدوية تطمح في حصد أكبر عدد من المقاعد البرلمانية فإن العائلات الصعيدية بالمحافظة لا تقل طموحاً عنها وهو ما تأكد من خلال تنافس أكثر من مرشح ممن ينتمون لهذه العائلات علي مقاعد الاسماعيلية وتحديداً المقاعد الفردية.
لا يختلف حال تلك العائلات عما شهدته القبائل البدوية من حيث الاتفاق علي مرشح بعينه يكون ممثلاً لأبناء الصعيد في برلمان الثورة في الوقت الذي حاول فيه ممثلو هذه العائلات عقد أكثر من اجتماع لاختيار مرشحين علي مقعدي الفئات والعمال في هذه الجولة يدعمانه ويساندانه غير أن ممثلي الصعيد الذين أعلنوا ترشحهم في انتخابات الشعب والشوري وهم علي سليم عمال فردي. وغريب حسن عمال فردي. ومنال عبدالسلام فئات فردي. ومحمد غنام فئات. لم يتوصلوا لأي اتفاق فيما بينهم بسبب اقتناع كل منهم في الترشيح.
هذا الصراع الذي اشتعل بين القبائل جاء في مصلحة عدد كبير من المرشحين الذين لا يعتمدون علي العصبية مستندين إلي طرح أفكارهم ورؤيتهم للوضع الراهن وكيفية حل الكثير من مشكلات المواطنين. خاصة البسطاء منهم وقاطني القري والعشوائيات الذين تقتصر طموحاتهم علي أقل القليل وهو ما جعل عشرات المرشحين يتهافتون عليهم من أجل كسب أصواتهم.
علي هذا الأساس فإن المشهد الانتخابي بالاسماعيلية يتجه نحو الصراع الرهيب بين مرشحي القبائل البدوية والعائلات الصعيدية الذين يعتمدون علي العصبية في هذه الجولة وبين المرشحين المستقلين الذين يسعون لتحقيق المفاجأة في النسخة الأولي من الانتخابات البرلمانية بعد الثورة.
في القنطرة غرب بدأ التنسيق بين القبائل الأكثر قوة وانتشاراً وهم البياضية والأخارسة والمعازة وكلها تدفع بمرشحين لها في الانتخابات البرلمانية وحرصت علي عدم التنافس فيما بينها واستطاع في سبيل ذلك الحزب العربي للتنمية والمساواة إقناع قبيلة الأخارسة بالدفع بمرشحين لها علي قائمة الحزب وهم سالم علي سالم والشهير بعادل ربيع. وعادل خالد شوري فئات حاصل علي بكالوريوس خدمة اجتماعية عضو بمجلس محلي محافظة الاسماعيلية من عام 2002 حتي عام 2007 وأمين شئون المجالس في الحزب المنحل عن مركز ومدينة القنطرة غرب.
يخوض من أبناء قبيلة البياضية جمال اليماني علي مقعد الفردي شعب عمال “انتخابات الحرية”. والمهندس سالم محمد سالم رئيس المجلس المحلي السابق بالقنطرة.
يواجه المرشحون من أبناء الصعيد أزمة رفض رابطة أبناء الصعيد دعم المرشحين في المرحلة الأولي من الانتخابات. وقال خالد الجبلاوي -أحد مؤسسي الرابطة- إنها مازالت في طريقها للإشهار السبب الذي عرقل دفعها بمرشحين في الانتخابات القادمة. ويخوض الانتخابات من أبناء الرابطة عشرات المرشحين أبرزهم محمد غنام. سيد بكر. السيد معداوي. محمد بسيوني. مصطفي همام. غريب علي حسن. علي العكرمي. منال عبدالسلام. علي عبدالهادي. علي سليم.
ترشح إبراهيم المسعودي جاء بعد ضغوط حزبية بعد محاولة حزب الحرية. خاصة أنه من قيادات الحزب الوطني سابقاً وحتي لا يترشح مستقلاً في ظل كونه من وجهاء وكبار قبيلة المساعيد التي تملك أصواتاً انتخابية كبيرة في الدائرة وكذلك علاقتها ببقية القبائل البدوية مما يدعم من أسهمه لاعتلاء مقعد الفلاح. وفي مركز التل الكبير بدأ الدكتور ابراهيم الجعفري جولاته الانتخابية والمرشح لانتخابات مجلس الشعب علي رأس قائمة “العمل” في التل الكبير وأبوصوير والقصاصين في مقابل ترقب حذر من الإخوان المسلمين. وكذلك حزب النور. ويستند إلي قبيلته المرشح علي المقعد الفردي شعب السيد سعد الورواري وترتكز قبيلته “الورواري” بالتل الكبير وفايد وأبوراروة بأبوصير.
كما تؤيد عائلة الكبير بالتل مرشحها طارق كبير المرشح المستقل لعضوية مجلس الشعب عن الاسماعيلية مقعد فئات الذي طالب برفع الحصانة عن أعضاء مجلسي الشعب والشوري علي ان تكون حصانتهم من شعب دائرتهم. وفي مركز فايد لحسم المقاعد تحاول عائلة غنام الفوز بمقعد الفئات بالشعب مستقل بالدفع بمحمد غنام. وعائلة ربيع تدفع بمصطفي ربيع علي مقعد الشوري عمال. وعائلة عابدين تدفع بعيسي زين العابدين علي مقعد العمال شعب مستقل. وعيسي زين العابدين 43 عاماَ أمين الفلاحين بالحزب الوطني بمحافظة الاسماعيلية السابق ووكيل المجلس المحلي للمحافظة.
في المدينة مازال موقف أنصار العثمانين بالمدينة غامضاً. ألا أنه يتردد أن أنصار العثمانين سيدعمون الفنان فايق عزب المرشح علي مقعد الفئات شعب مستقل. فيما ذكرت مصادر مقربة أن اتصالات هاتفية تجري بين العثمانين ومحمد غنام المرشح علي ذات المقعد للتنسيق معه ودعمه خاصة أن والده كان صديقاً حميماً للمهندس عثمان أحمد عثمان كبير العائلة.
تواجه التيارات الإسلامية في سبيل ذلك أزمة حقيقة بسبب النزعة القبلية في مركز القنطرة غرب وفايد والتل الكبير في سبيل ذلك ترشح الدكتور هاني فيصل من قبيلة البياضية مرشح حزب النور السلفي “شعب”. وكذلك ترشح علاد خليفة علي قائمة حزب الحرية والعدالة “الإخوان المسلمين” والذي يتمتع بشعبية الإسلاميين لصغر سنه وخوضه العمل السياسي بجانب العمل الخيري. كذلك تمكن حزب الوفد من انضمام السيد شوري والمرشح علي مقعد العمال في قائمة الحزب لخوض انتخابات الشعب. والذي ينتمي لأكبر عائلات القنطرة. بما يؤكد محاولة الأحزاب لضم رءوس العائلات والقبائل في محاولة لكسب تأييدها والحصول علي المقاعد البرلمانية.

أضف تعليقاً