حاكم الشارقة يرسل مجموعة من الكتب لمصر

قرر الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة إرسال مجموعة من الكتب والخرائط إلي مصر بدلاً من الكتب والمخطوطات الأصلية التي طالها الحريق ومنها كتاب “وصف مصر” والمجلة الدورية التي ظهرت عام 1860 والطبعات الفرنسية لبعض الكتب وخرائط الأمير يوسف كمال النادرة.
كان حاكم الشارقة قد أبدي أسفه الشديد علي حريق المجمع العلمي المصري أحد الثروات العالمية المهمة ليس فقط لمصر وإنما للأمة العربية. متعهداً بترميم المجمع العلمي علي نفقته الخاصة حباً وعرفاناً لمصر التي طالما قامت بدور حيوي في التعليم والتنوير لأشقائها العرب ولم تبخل بما لديها من إمكانيات تعليمية حتي في الفترات الصعبة.
وكما تكفل سموه باعادة ترميم وبناء المجمع العلمي المصري كاملاً وأعلن الشيخ القاسمي عن تبرعه بنسخ نادرة من المخطوطات لدار الوثائق المصرية مؤكداً علي ان “هذا المبني وغيره من مباني المصريين ذات التراث وذات القيمة العلمية لابد من المحافظة عليها”.

1 comment
  1. طاهر أبوجبل 29/03/2012 14:24 -

    الفتاوى المستوردة وتأثيرها على المسلمين فى الغرب
    هل يمكننا استيراد الفتاوى لجالياتنا الإسلامية كما نستورد الخضار والفاكهة ؟ هل يجوز لأحدنا أن يختلف مع أخيه فى نفس المسجد أوالمنطقة التى يسكنها على توقيت الصلاة وبداية رمضان وتحديد بداية العيدين وإمكانية الإحتفال ببعض المناسبات الدينية أو الوطنية من عدمه بسبب فتاوى مستوردة من بلده الأصلى الذى هاجر منه أو لغته الأم أو مذهبه الفقهى المخالف أو حمية لعشيرته وجماعته ؟
    يقول سبحانه : ( وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿105﴾ آل عمران )
    لا يخفى على كثير من المتابعين والمهتمين بأننا كالجاليات عربية وإسلامية في بلاد الاغتراب نواجه مشاكل عديدة ومختلفة وتحديات ليست بالسهلة – قد يبدو هذا طبيعيًا – لمسلم يعيش في دولة غالبية أهلها يدينون بغير الإسلام ، وبعض هذه التحديات توشك أحيان أن تهدد تواجود بعضنا كما أنها قد تحول دون اندماج البعض الأخر منا فى بيئة يراها البعض مخالفة – فى الغاية والثقافة والدين – .
    من هنا تبرز أهمية الدعم الواجب على المؤساسات الإسلامية الكبرى فى البلاد الإسلامية للمراكز والجمعيات الإسلامية والخيرية والمدارس العربية والمساجد فى ديار الإغتراب لتحسين الأداء المنوط بها حيال تقديم الخدامات وعرض الإسلام بصورته الحقيقية ونشر تعاليمه السمحة بين الأجيال المسلمة التى استقر بها الحال فى الغرب وأصبحت بفعل الواقع جزء لا يتجزء منه ، والعمل على إيجاد بيئة حاضنة ومناسبة لأبنائنا فى مجتمعاتهم الجديدة من بلاد الاغتراب ؛ بغية الحفاظ عليهم وعلى كيانهم وشخصيتهم المتمثلة في دين الإسلام وثقافته ، هذه الثقافة العظيمة التى تدعو إلى التضامن والوحدة والاعتصام بحبل الله المتين وطريقه القويم ، والابتعاد عن الفرقة لأسباب فكرية أو قومية أو شعوبية وما شابه .
    وفى الحديث ( حق المسلم على المسلم ست . قيل : ما هن ؟ يا رسول الله ! قال : إذا لقيته فسلم عليه ، وإذا دعاك فأجبه ، وإذا استنصحك فانصح له ، وإذا عطس فحمد الله فشمته ، وإذا مرض فعده ، وإذا مات فاتبعه . رواه مسلم عن أبوهريرة ) … ما أحوجنا اليوم إلى هذه التعاليم النبوية الشريفة التى بدأت تغيب معالمها وتندثر مبادئها في أوساط كثير من أبنائنا مع الأسف الشديد في مجتمعات اغترابنا ولا حول ولا قوة إلا بالله ؛ لأسباب متعددة – متباينة أحيانا ومؤتلفة أحيانًا كثيرة – تربوية وتعليمية واجتماعية وسياسية واقتصادية ، مع ضعف دور المساجد والمراكز الإسلامية والجمعيات العاملة في تبليغ دور الإسلام ونوره وسماحته وعدله ..
    لذا أعتقد وبشدة أنه من الواجب علينا جميعا – الشخصيات والمؤسسات الإسلامية ذات الصلة – خاصة المؤسسات الإسلامية الكبرى كالأزهر الشريف بمصر ورابطة العالم الإسلامى بالسعودية والهيئات الدينية بدول الخليج وبالباكستان وتركيا والمجلس الإسلامى الأوروبى وغيرهم لما لهم من تأثير مباشر ومؤثر بالتعاون مع الدعاة والمساجد والمراكز والجمعيات الإسلامية بالغرب – التي أدت ومازالت تؤدى خدماتها فى مجالات شتى لايمكن لأحد أن ينكرها وقد قاموا بالكثير مشكورين مساهمة منهم في الحفاظ على هوية الكثيرين من أبناء الجاليات والأقليات وثباتهم على دينهم وثقافتهم وحضارتهم – أنه من الواجب الحتمى علينا جميعا أن نفكر بعمق وموضوعية لوضع استراتيجية دعوية ممنهجة طويلة الأمد للجاليات المسلمة التي تعيش في مجتمعاتنا الغربية تتناسب وظروفهم المغايرة كما وكيفًا وبيئة عن بلادنا الإسلامية الأصلية التى جئنا منها .
    فالمحافظة على أبناء الجاليات المسلمة في بلاد الغربة الذين يجهلون أى ثقافة مغايرة لثقافتهم الغربية التى وُلِدوا فيها وتربوا فى مؤسساتها وعلى أعين خبرائها ومخططيها لهى مسؤولية الجميع من قادة ودول إسلامية وحكام وعلماء ومراكز وهيئات وجمعيات ، وهذا الواجب الشرعى إذا لم يقم به أحد عَمَّ الإثم الجميع بلا خلاف ، وواجب الحفاظ على أبنائنا لايتم إلا باتخاذ الأسباب الشرعية الدينية والكونية الحياتية لإذكاء روح وحدة الأمة والهدف والمصير والإبقاء على شعلتها متقدة فى نفوس الأجيال – أو على الأقل اتفاق وتعاون وتكامل المراكز والمساجد والجمعيات ورموز الجاليات المسلمة – ، مع نبذ الخلاف والشقاق والعنصرية القومية والطائفية الفكرية والشعوبية المُفَرِّقة ، مع تكريس فقه الحوار ومبادئ الشورى .. وبذلك نستطيع كجالية واحدة متعاونة متكاملة أن نحيا الإسلام وأن نقدم صورة مُشرقة لديننا الإسلامي وأن نُصبح خير سُفراء للدين والأوطان ، وبالتالي نكون قد بدأنا فعلا المشوار والسير بجاليتنا إلى شاطئ النجاح والعز والكرامة والتقدم والرقى وألا نكون عالة على مجتمعاتنا الجديدة ، وهذا لايتم إلا إذا استوعبنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جاء فيه : ( كلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته ، الإمام راع ومسؤول عن رعيته ، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته … رواه البخارى عن عبد الله بن عمر ) فهذا الحديث الشريف يدفعنا أن نقف موقف المتفحص الناقد ، خاصة وأنه قد تصدر بعض الأعمال الدعوية والإدارية لبعض الجمعيات بيننا – والتى تأخذ صورة إسلامية – البعض من غير المؤهلين فى مجالهم يتكلمون باسم الإسلام حين يحشدون للأفكار أو يجمعون للأموال … لكنهم لا ينفقون إلا على ذويهم وأفكارهم الخاصة ، فكم من أموال جُمعت باسم الإسلام وإذا بها تنفق على الخاصة من الأهل والأحباب والعشيرة والقبيلة والقومية والجنسية بدل أن تُنفق على تشيد المدارس وتخصيص المقابر وإقامة المساجد التى لا تفرق بين مسلم وأخر بسبب أكثرية هنا أو أقلية هناك .
    فهل هذه الجمعيات القومية أوالمراكز الحزبية أوالمؤسسات العنصرية أو التعاونيات الشعوبية سواء من من أفراد أو من مجالس إدارة والتى ترفع اسم الإسلام حين تبحث عن مساعدة ما .. اتخذت خطوات واضحة مبنية على الشفافية والوضوح والمحاسبة في تنفيذ المشاريع الإسلامية التى يدَّعونها من تنظيم للمخيمات العائلية والشبابية ، أواختيارهم للأكفاء من الدعاة ، أو تقديم المساعدات المطلوبة – فى حالات الزواج والخلافات الأسرية والطلاق والأخذ بيد الأبناء ومراعاة المرضى وتجهيز الموتى – دون تحيز لجماعة أو قبيلة أوعشيرة أوبلد أو لغة ..؟!! وبالمقابل هل الجهات والمؤسسات المانحة من بعض الدول العربية والإسلامية تقوم بالتحريات اللازمة وزيارة هذه المشاريع والتيقن من أدائها المطلوب الذى يجب ألا يفرق بين مسلم وآخر ، ومتابعة نشاطاتها بغية الوصول بها إلى الغاية المرجوة منها ؟ أم أن بعض المانحين لهم أهداف آخرى ؟ وهل رؤساء هذه المراكز ومجالس إدارتها ومدرائها يتعاملون مع أبناء الجاليات المسلمة المحيطين بهم والمترددين على مراكزهم بمختلف مشاربهم بصدق وإخلاص وأمانة وعدل في قضاء حوائجهم دون انحياز لجنسية أو جماعة أوعشيرة أوقبيلة أحد منهم أو.. أو .. أو.. ؟
    وهل الدعاة وأئمة المساجد عندنا يطورون أنفسهم علميا وثقافيا بالشكل الذى يتناسب مع بيئتنا فى الغرب ؟ وهل يستشعرون الأمان الاقتصادى بشكل مرضى ومطمئن يحول دون صرف طاقاتهم تجاه البحث عن وظائف آخرى تُعينهم على العيش الكريم ؟! وهل لهم مكانة اجتماعية ومخصصات تكفيهم العوز كما عند زملائهم من القسيسين أوالرهبان أو مسؤلى الديانات الأخرى ؟
    أظن أنه من السهل على مؤسساتنا المحلية وهذه المؤسسات الإسلامية العالمية الكبرى لو توفرت الإرادة الصادقة وخلصت النوايا وتكامل البناء وحسن الأداء وفُعِّل استخدامنا لبعض صفحات الإنترنيت وبعض برامج التلفاز والراديو وقليل من الكلمات عبر السطور فى الصحف والكتب من التواصل وربط أبناء الجاليات فى ديار غربتهم بمواطنهم الأصلية وأمتهم الواحدة ، ولعمت الخيرات وتبادلت الخبرات بما يعود بالنفع على الجميع ، ولأصبح ميسورًا على الدُّعاة المسلمين ومراكزهم المنتشرة في بلاد الاغتراب أن يَعرضوا بضاعتهم في شكلٍ جذاب دون عوائق ، خاصة وأن الأسواق مفتوحة ، والنفوس طواقة إلى من يأخذ بها إلى صراط الله المستقيم ونوره الهادى فى الدنيا والدين ..
    وإلى من صَدَّعونا بنظرية المؤامرة على الإسلام وأهله أقول بوضوح أنه قد آن الأوان أن نُدرك جميعا أنه لو كان هناك صراع عالمي ومخططات للأعداء تستهدفنا وتستهدف أولادنا وهُويتنا الإسلامية وثقافتنا العربية وديننا الإسلامى فإنه لا يُنقذنا من هذا كله إلا الوحدة الإسلامية الجامعة التى نستطيع من خلالها أن نُعطل كل المخططات ونفضح كل الأيادى الخفية التي تعمل في الظلام وتصطاد في المياه العكرة ..
    إن وحدة المؤسسات والمراكز والجمعيات والمساجد في الدول الغربية أو على الأقل التعاون والتكامل والتنسيق فيما بينها لهو السبيل الوحيد لتحقيق استمرارية وجودنا والحفاظ على أبنائنا ، ولا يخفى على أحد ما تقوم به هذه الجيوش الجرارة والتى تواصل الليل بالنهار لنشر ظاهرة “الإسلاموفوبيا” والتى لا هدف لها إلا تشويه صورة الإسلام والضغط النفسى المتصاعد الذى تُلقيه على عاتق أبنائنا المسلمين لَتُسَهِّل عليهم الذوابان الإجتماعى والاجتراء على مبادئ الإسلام .
    وفي هذه الظروف التي تمربها أمتنا الإسلامية عامة ، وجالياتنا الإسلامية فى بلاد الغرب خاصة أقول لابد لنا أن نستجيب لنداء القرآن والسنة النبوية الشريفة التي نادت بالوحدة ( إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴿92﴾ الأنبياء ) ، ( وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ﴿52﴾ المؤمنون ) وحذرت من الفرقة والاختلاف ( فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿53﴾ فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّىٰ حِينٍ ﴿54﴾ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ ﴿55﴾ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ ۚ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿56﴾ المؤمنون ) ، ( وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿105﴾ آل عمران ) ، وعليه فقد حان الوقت للاتحاد .. للتضامن .. للتآزر .. للتعاون .. للتكامل .. كى نستطيع مخاطبة الجهات السياسية والرسمية وأصحاب القرار والجهات المسؤولة والمنابر المشروعة .. داخليا وخارجيا بأننا وأبنائنا أصبحنا جزءًا لايتجزء من هذه المجتمعات وأن علينا واجبات يجب أن نُحسن أدائها ولنا حقوق يجب أن لا نمل من المطالبة بها لنحافظ على أنفسنا وأولادنا وأن نحيا مواطنيين صالحين فى أنفسنا نافعين لمن حولنا منفتحين على الآخر مندمجين بإيجابية فى مجتمعاتنا الجديدة والتى أصبحت قدر الكثيرين من أبنائنا .
    كم من مسجد – أُنفق عليه الملايين – أغلقت أبوابه لعدم وجود من يتبنى أجرة الإمام أوالداعية أو من يدفع فاتورة الكهرباء والخدمات ؟! وكم من أبنائنا من ذابوا بفعل تعاظم فتنة المجتمع ، وكم منهم من أصبح بلا دين أو تنصر لضعف أو انعدام البيئة الإيمانية المعاونة ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴿28﴾ الكهف ) ..!!
    لا شك أننا نُعانى الكثير لفقر مجتمعاتنا الجديدة من علماء ربانيين متخصصين مقيمين لفترات زمنية طويلة بيينا فى ديار غربتنا تُمَكِنهم من الإلمام البيئى بجانب إلمامهم الشرعى ليتمكنوا من جمع الجاليات على كلمةٍ سواء وطريق ميسور ، فلا يصح لنا أبدًا أن نستمر بهذا الشكل الذى نحن عليه من تصرفات بعض الدعاة المُعتَمَدِين أو المُبتَعَثِين من الخارج أو حتى بعض المتصدرين للدعوة أوبعض المسؤولين ببعض المراكز الإسلامية فى الداخل والتى لا هم لهم إلا إصدار بعض الفتاوى وإظهار بعض المواقف واتخاذ بعض الأراء نُصرة لرأى أو مراءً لجنسية أو تملقًا لسياسة دولة أو عصبية لقبيلة أو تشددًا لفكر أومذهب .. على حساب أبنائنا الذين نشؤو فى ظروف مغايرة كمًا وكيفُا ونوعًا عما يحمله الأباء من ثقافة وفكر وعادة أو على حساب الحفاظ على قوام جالياتنا الإسلامية وما يتطلبه وضعنا فى مجتمعاتنا الجديدة من استحداث فقه مناسب لظروفنا المعيشية والبيئية الجديدة وبالشكل الذى يُضيق الفجوات بين الثقافات المختلفة ولا يزرع الفتن والإحن بيننا وبين بعضنا البعض من جهة ، وبيننا وبين أبناء المجتمع الذى نعيش فيه من جهة أخرى ، ولا يخفى على أحد ما يتعرض له إخواننا من المسلمين الجدد من ضغوط خاصة أُسرية واجتماعية واقتصادية ، ثم يُحمِّلهم بعضُنا – بسوء تصرف وإن صحبه حسن النية – بما لايطيقون من خلافات وإن بدت للبعض بسيطة فى شكلها إلا أن لها أثر بالغ فى صد هؤلاء عن الاسلام والدفع بهم إلى الإنزواء أو الردة .
    فلا يصح أبدًا لغير متخصص ، أو لجاهل بالواقع ولو كان عالمًا بالشرع ، أن يدلى بدلوه ليجعلنا أكثر تفتت وفرقة مما نحن عليه … إننا بحاجة ماسة إلى :
    – مجالس متخصصة يجمع أهلها بين العلم الشرعى والمعايشة البيئية للجاليات المختلفة والمجتمع المُعاش تتولى مهامة دمج الجاليات مع بعضها البعض وتُفعل الطاقات الموجودة بيننا وما أكثرها وتتولى الفُتيا على ضوء الكتاب والسنة بعيدًا عن المسائل الخلافية التى لم تكن يوما من صلب الدين ، ويجب ألا تؤثر سلبًا على وحدتهم ، وبما يتماشى مع المقيمين فى الغرب من واقع .
    – وقف خيرى لدعم مشروعات الدعوة وبرامجها وتغطية احتياجات الجاليات يكون تحت رقابة عالية ، على أن تستثمر أمواله فى مشاريع ذات قيمة اقتصادية واجتماعية تفتح فرص العمل لأبناء الجالية وللمسلمين الجدد والمؤلفة قلوبهم ، مع إشراك الهيئات المحلية والدولية ذات الصلة ما أمكن في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
    – التوسع فى إنشاء المعاهد العلمية للغة العربية والدراسات الإسلامية والترجمة والنشر ، وزيادة التعاون مع كبارالشخصيات الثقافية والجامعية والبحثية والفنية والإجتماعية والسياسية ، وتزويد المكاتب العامة والمؤسسات المهمة بالكتب الإسلامية الموثوقة وترجماتها الجيدة ، وتنظيم المحاضرات والندوات والمؤتمرات التعريفية التَوعَوية وخصوصا التي تنصب حول التعايش بين الحضارات والشعوب والديانات السماوية والثقافات العامة ، مع توجيه الدعوات إن أمكن إلى كبار الشخصيات وأساتذة الجامعات الغربية لزيارة البلدان العربية والإسلامية لتوثيق العلاقات الثقافية والاجتماعية والدبلوماسية لما له من تأثير وإن كان غير مباشر على جالياتنا المغتربة ، كما أننا بحاجة ماسة إلى الإهتمام الخاص بمن يمارس الدعوة على الأرض بتنظيم الدورات التدريبية والتثقيفية لهم من قبل الجامعات والمعاهد المختصة داخليا وخارجيًا .
    – العمل على إنشاء شبكة اتصالات معلوماتية لنشرالثقافة الإسلامية والحضارة العربية ، مع فتح بعض النوافذ الإعلامية لتقديم الإسلام في صورته الصحيحة وبأساليب عصرية مشوقة ، على أن يقوم بهذه المهمة من هو أهل لذلك من أصحاب الاختصاص والتأثير، كم أننا بحاجة ماسة لتوجيه أجيالنا لدراسة الإعلام والعلوم الإقتصادية والسياسية لتخريج كوادر فى مجالها ذات خلفية إسلامية مُلمة بالواقع المحلى والدولى .
    – تفعيل دور الملحق الثقافى لدى السفارات العربية والإسلامية مع أبناء الجاليات وتوفير كتب الدراسة المدرسية لمواد اللغة العربية والدين والتاريخ لكل الصفوف الدراسية ، وتشجيع أبناء الجاليات على اقتنائها وتدريس المناسب من فصولها ، وتنزيل هذه المناهج على مواقع النت لوزارات التربية والتعليم ، لحين الفراغ من تشكيل مناهج موحدة من قبل مختصين تُناسب أبنائنا فى الغرب ، ونتمنى أن يكون لجامعة الدول العربية وأمينها العام والأزهر والمجلس الإسلامى الأوروبى دور فى ذلك .
    – لا مجال للحفاظ على هُويتنا الإسلامية فى الغرب إلا إذا تضافرت الجهود وتعاون الجميع بلا استثناء كل فى موقعه وعمله الذى يجب أن يُتقنه طاعة لله عز وجل واتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم من التركيز وبشدة على تعليم أبنائنا اللغة العربية وربطهم بكتاب الله تعالى فهمًا وحفظًا وسلوكًا ودراستهم لتاريخ وسيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين ، والعمل على تيسير زيارة أبنائنا المتكررة لأوطانهم الأصلية لتجديد شعور الإمتداد الأُسرى والبيئى ، مع الإهتمام البالغ بشؤون المرأة على المستوى الشخصى والأُسرى والجماعى لما لذلك من انعكاسات واضحة على المجتمع بأسره .
    ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿105﴾ التوبة )
    ستوكهولم – طاهر أبوجبل – لقاء الثلاثاء – 6 / 6 / 2006

أضف تعليقاً