هزت موجة من الانفجارات المدوية العاصمة العراقية بغداد هزا عنيفا امس واسفرت عن مصرع اكثر من57 شخصا واصابة نحو 179 اخرين وذلك في اول هجوم ضخم علي بغداد منذ تفجر الازمة بين الحكومة التي يقودها الشيعة ومنافسيها من القادة السنة .
افادت الانباء ان اكثر من عشرة انفجارت وقعت في احياء الكرادة والعلاوي والامين والشعب وحي العامل والدورة والامل والشولا ببغداد وكلها من الاحياء ذات الاغلبية الشيعية بينما وقع انفجار بالقرب من حي الاعظمية السني.
ونقلت رويترز عن مسئولين في وزارتي الداخلية والصحة العراقيتين ان الانفجار الاول اسفر عن مصرع 18 عندما قام انتحاري بتفجير سيارة اسعاف بالقرب من احد المقار الحكومية في حي الكرادة وكان الانفجار عنيفا بحيث تصاعدت منه سحابة ضخمة من الاتربة والدخان.
ثم اعقبته تسعة انفجارت اخري ليرتفع عدد الضحايا الي 57 قتيلا واكثر من 179 جريحا
وقد انتشرت قوات الجيش والشرطة في شوارع بغداد وهرعت سيارات الاسعاف الي مواقع الانفجار لنقل الضحايا والمصابين الي المستشفيات.
وتأتي هذه الانفجارت التي تعد الاعنف منذ شهور علي خلفية ازمة سياسية حادة بين رئيس الوزراء نوري المالكي وهو شيعي واثنين من القادة السنة في الحكومة العراقية هما طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي وصالح المطلك نائب رئيس الوزراء .. وقد فر الهاشمي الي اقليم كردستان في شمال العراق اثر اتهامه بإدارة فرق للموت والتورط في تفجيرات ويسعي لمالكي الي اعادته وتقديمه للمحاكمة بينما غضب المالكي علي نائبه المطلك بعد ان شبهه بصدام حسين.
وقال الهاشمي في تصريحات انه تعرض للابتزاز من جهات لم يسمها طلبت منه اعلان مواقف سياسية معينة خدمة لاجندة طائفية منها تخفيف لهجته تجاه ايران وسوريا ووصف الهاشمي القضاء العراقي بانه مسيس وفاقد للاستقلال والمصداقية.
ومن جهته دعا المطلك المالكي الي الاستقالة وتكوين حكومة جديدة.
في هذه الاثناء قاطعت الكتلة العراقية التي ينتمي اليها المطلك جلسات البرلمان والحكومة وهدد المالكي بإقالة وزرائها التسعة المشاركين في الحكومة واحلال اخرين محلهم.
ودعت واشنطن القادة العراقيين الي التحلي بالهدوء وضبط النفس حيث ان الازمة تأتي بعد ايام من انسحاب قواتها من العراق.
وذكرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الامريكية ان المالكي يسعي الي الاستيلاء علي السلطة في البلاد في اعقاب رحيل القوات الامريكية عنها وذلك عبر محاولته عزل خصومه السياسيين من قادة السنة.
وفي طهران قال مساعد شئون العلاقات الدولية في مكتب مرشد الثورة اية الله علي خامنئي ان امريكا لم تنسحب من العراق معتبرا ان ما اعلن في هذا الشأن مجرد سياسة تكتيكية ستواجه بالفشل.