الثورات لا تهب لحِمى وحرمات النساء ثورات سفيهة

بسم الله الرحمن الرحيم
كم كنت أتمنى ألا تخرج امرأة واحدة هذا اليوم ..بل كل رجال يهتفون بصوت وقلب رجل واحد : إننا هنا وسنقع كل يدٍ آثمة تمتد إلى نسائنا
أيها الإخوان المسلمين و أيها السلف ربما تتفاوتون في إلتزاماتكم الدينية .. لكنكم ياسادة ومهما تشدقتم بالأحاديث والآيات فإنكم تعوزكم النخوة والقلب البريء المليء بالمروءة والنجدة والرغبة في الحرية الحقيقية والاقدام والكرمة من دون حساباتكم المعقدة … لذلك استخدم الله الشباب في ثورة بدلا عنكم ليرفع بها عنكم الظلم ويرى ماذا تفعلون؟! .. مع أنني من أنصار الحكم الاسلامي لكن ليس بأيدي أمثالكم ستشوهون صورة الحكم الاسلامي بتخاذلكم عن كل إنقاد ومروءة فيتأكد الجميع بأن الحكم الاسلامي غير صالح وتكونون أنتم السبب ….
تلك النخوة والبراءة والإقدام والإنقاد موجودة عند الشباب الذين صنعوا هذه الثورة ثم تبعتموهم بينما كنتم من قبل ترددون الفتنة الفتنة … كما تفعلون اليوم …… لقد خسر هؤلاء الشباب والأسر الأرواح ومنهم من فقد نور عينيه .. بينما أنتم اليوم تتهافتون وتتسارعون لتتقاسموا السلطة مع المجلس العسكري خائفين لربما يفونكم الأمر إذا قمتم بخطوة خاطئة .. مع أن الله لم يرفع عنكم الظلم إلا بهؤلاء الشباب وبنور أعين العشرات .. وها أنتم تثبتون مجدداً عدم جدارتكم .. أنتم تبدأون بالسقوط حقا
غبـتـــــــــم عندما خرج الشباب لما قتلت اسرائيل الجنود على الحدود

غبتــــــــــم عندما فرض المجلس العسكري وثيقة أجنبية تحمي مصالحه ومصالح إسرائيل والغرب وتكسر العمود الفقري لهذه الثورة – التي ضحى من أجلها الشباب – بتحكمهم بوضع الدستور … هي وثيقة ضد الاسلام والاصوات تتعالى يا إسلاميين لن تستفيدوا من الانتخابات ستصطدمون بعدها مع المجلس العسكري أو ستكون حكومة بلا جدوى.. قفوا مع الناس بقوة ورحمة واحتووهم وغيروا وجهة نظر البعض فيكم واكسبوا قلوب الناس بالرحمة والمساندة والحلم والنجدة والنخوة كما كان يفعل النبي والتفوا حول الشباب وزيدوهم ثقة بكم ، وضعوا بقوة النقاط على الحروف لتضعوا المجلس العسكري والجيش في وضعه المناسب لكن لا حياة لمن تنادي

غبتــــــــــم لما طالب أهل الشهداء والشباب الذين راحت أعينهم في الثورة بحقوقهم
غبتــــــــــم لما انقض المجلس العسكري على الناس بحقد العدو …. غبتـــــــم لما أخذ المجلس العسكري المستفيد الوحيد من البلطجة وإحراق المباني يحيك المؤامرات بنفس بلطجية مبارك ، ليكمم صوت المطالبين بحقوقهم والذين تخليتم عنهم

غبتــــــــــــــم وغاب صوتكم وأنتم ترون المجلس العسكري يحمي مبارك ومن معه ويعامله بوفاء الصديق والشريك المرغم بسبب تغير الظروف
غبتــــــــــم لما خلعوا عن نساء مسلمات الثياب وسحلوا فتاة عارية على الأرض … بل وبررتم بمبررات الرجال الظالمين الذين يحولون المظلوم الضعيف إلى ظالم ويحمي شريكه الظالم القوي بدعوى ستكون فتنة ، فقلتم لماذا لم ترتدي تلك المرأة الثياب جيدا … أيها الظالمين ..من سحلها وهي عارية على الأرض ؟!!.. وكم من امرأة ترتدي بلوزة فضفاضة أو ثوب واسع بدلاً من العباءة فإنْ خـلع عنها وظهر جسدها سيكون الأمر مختلف ، وإذا كانت لبست العباءة وكأنه ثوب آمنة أن من المستحيل أن يحدث هذا .. آمنة بنفسية فتاة بسيطة لن تتوقع وساخة البشر أن تصل إلى هذا ، وبغض النظر عن مهاتراتكم فما فعله هؤلاء فيها وفي من قبلها حقير ودنيء ولا يغتفر ولا يمكن إلا أن يرد عليه وبقوة .. وليضع في فمه التراب كل رجل يقول كفاية ولعت البلد ، فإنْ كانت من فتن في عالمنا العربي فهي أولاً بسبب الأنظمة الظالمة … وثانياً بسبب علمائنا ورجال ديننا الذين لم يصرخوا بكلمات الحق في وجه الظالم الموالي لأعداء الأمة ولم يعدوا العدة بين الشباب وبين الفئات الصالحة من الجيوش والضباط للإطاحة بإنظمة يسمح فيها للغرب بأن تهدم المساجد وتريق الدماء وتسب النبي ولا يهتز لها شعرة بل وتخوض في المعاهدات مع الغرب .. ويقف العلماء يسفسطون: لا تعملوا شيء ياناس فستكون فتنة مع أنهم لو كانوا قد فعلوا ما ذكرت فستكون إنقلابات بيضاء بلا دماء تحت إشراف خلفة الأنبياء ستجنبنا كل ما حدث اليوم .. وإذا قلنا كلمة الحق حتى فيهم يقولون : اصمتوا لا تسبوا العلماء .. لقد كانت امرأة عجوز توقفوا عمر وتصرخ فيه من أين لك هذا ، كممتم أنفسكم وكممتمونا حتى تفاقمت الأمور إلى هذا الحد …
وهل تغيرتم بل دائما متخاذلين كما عودتمونا لستم أبدا على مستوى أحداث هذه الأمة الجسام .. فاستخدم الله بدلا عنكم شبابا صغار .. واستخدم رجلا مسيحيا عادلا عزمي بشارة ليوجه ويشجع شبابكم في الميادين أثناء الثورة فيرفع الله بهم عنكم الظلم … ولكنكم مستمرون في الخذلان وعدم الانقاد بحسابات غريبة كان النبي بريئا منها … النبي الذي فعل ما فعل باليهود عندما كـُشف عن ساق امرأة …
وستغيبـــــــــون اليـــــــــــــــــــــــــــوم ….. أنا على يقيـــن
غدا وستذكرون أيها الإخوان والسلف عندما سيسلط الله عليكم المجلس العسكري وتصدمون معه أو تصطدمون ببعضكم فسيجعلكم الله بضعف النساء الذين تخليتم عنهم وسينزع منكم كل مساندة وانقاد .. لقد جعلكم هذا المجلس وهذه الانتخابات تخسرون ما كسبتموه من قبل شيئا فشيء … اليوم يتميز الزائف من الحقيقي وهاهو المجلس والجيش وأنتــــم تكشفون … ياللخسارة كم كنت أعول على هذا الجيش وعلى حكم الاسلام برجال يشبهون صحابة النبي يعون روح الاسلام …رجال يرتدون عباءة النخوة والحنان بينما هم أشداء على أعداء الأمة العربية والاسلامية

أضف تعليقاً